القارئ وأنا، والمواطن الهندي أو الأميركي، والعراقيون قبل الجميع، كلنا يدفع ثمن جرائم المحافظين الجدد من عصابة اسرائيل في الولاياتالمتحدة، فهم أطلقوا حروباً خاسرة في ظل إدارة جورج بوش الابن ثمنها حتى الآن مئات ألوف القتلى، وأزمة مالية عالمية، وعجز أميركي تجاوز 13 ترليون دولار، وهو 1.4 ترليون دولار، أو رقم قياسي آخر، في الموازنة الأميركية المقبلة. كنت طلبت محاكمة أركان إدارة بوش فالأدلة على جرائمهم قاطعة، ومن نوع تقبل به أي محكمة، إلا أن إدارة باراك أوباما قررت عدم ملاحقتهم، وأجدها تدفع اليوم ثمن اهمالها، فهم عادوا بكل ما يمثلون من وقاحة وتطرف وعدوانية، وأصبحوا الآن يحمّلون إدارة أوباما المسؤولية عمّا ارتكبوا بحق الانسانية كلها. كنت بعد سقوط المحافظين الجدد مع إدارة بوش وضعتهم في مزبلة التاريخ، وفوجئت بأن يعودوا كأن شيئاً لم يكن، فالناطق باسمهم وليام كريستول، ابن ارفنغ ووارث التطرف الإسرائيلي عنه، أسس مع ليز تشيني منظمة «أبقوا أميركا آمنة» بهدف مواصلة الحروب الخارجية وشن المزيد منها، ثم وجدت أن العصابة أسست شيئاً اسمه مبادرة السياسة الخارجية، خلفاً لمشروع القرن الأميركي الجديد الذي خطط للحرب على العراق، وذلك للضغط على إدارة أوباما وجعلها تثير مع الدول الأخرى قضايا حقوق الإنسان... يعني إذا الرئيس مبارك رفض الضغط على الفلسطينيين يثيرون له حقوق الانسان في مصر، وإذا انقلب زعيم آخر على نفسه ومشى في خطهم يتجاوزون بطشه بالشعب. آخر ما طلعت به عصابة الجريمة الليكودية هو لجنة الطوارئ لقيادة اسرائيل التي تضم اليهود الأميركيين الليكوديين والتبشيريين المسيحيين، وهدفها الدفاع عن اسرائيل في وجه حملات نزع الشرعية عنها التي تقودها كنائس مسيحية أميركية وأكاديميون من حول العالم بما في ذلك اسرائيل حيث أصبحت جامعة بن غوريون نفسها معقل المطالبين بمقاطعة اسرائيل. لجنة الطوارئ التي تعمل ضد ضمير العالم كله يرأسها وليام كريستول، ماغيرو، وغاري بُوير وهو متطرف من الحزب الجمهوري يرأس أيضاً شيئاً اسمه «القيم الأميركية» التي يسعى لتدميرها، ويعتقد أن قيام دولة فلسطينية يعني اعطاء أرض اسرائيل لشعب آخر. وأقول مرة أخرى إن اسرائيل وأنبياءها لم يوجدوا يوماً خارج الخرافات التوراتية، ولا أثر لهم في فلسطين. عندما يكون الحديث عن المحافظين الجدد تتكرر أسماء مثل جون بولتون الذي دعا الى الدفاع عن حق اسرائيل في شن حرب استباقية لتدمير منشآت إيران النووية حتى لا تواجه هولوكوست نووياً (من دولة لا تملك أسلحة نووية فيما تملك اسرائيل ترسانة منها). أو هناك ريئول مارك غبريتش الذي دعا الى حرب على إيران وأشرت اليه قبل أيام. ثم هناك غابرييل شونفيلد الذي فاق الجميع وقاحة وهو يدعو الى إحياء «الفريق باء» لمتابعة نشاط إيران النووي. وكنت تحدثت عن هذا الفريق في صفحات من كتابي «المحافظون الجدد والمسيحيون الصهيونيون» فهو يعود الى السبعينات ورأسه ريتشارد بايبس، والد دانيال المتطرف كأبيه، وقد زعم أن عند الاتحاد السوفياتي أسلحة من السرية والتطور أنها غير معروفة في الغرب، أي أن «الفريق باء» حذر من أسلحة، هو يقول عن نفسه أنه لا يعرف شيئاً عنها. وقد ثبت في النهاية أن كل تقارير الفريق كانت كاذبة مزورة عمداً، والآن جاء شونفيلد ليطالب بإحيائه للكذب من جديد. القضية اليوم هي إيران وبرنامجها النووي، وهي كانت في التسعينات العراق فجاء إرهاب 11/9/2001 ليوفر عذراً كاذباً لقتل مليون عراقي. أعتقد أن باراك أوباما سيدفع ثمن إغلاقه ملف الإدارة السابقة ومجرمي الحرب الذين سعوا لحروب خاسرة ودمروا اقتصاد العالم حتى أنني والقارئ وكل إنسان ندفع الثمن الآن. هم يحاولون الآن تدمير أوباما والاخبار عنه في مواقعهم المتطرفة من نوع: - الرئيس المنشوري، من رواية عن حرب كوريا وفيلم قديم عن عميل مغسول الدماغ للسوفيات والصينيين في البيت الأبيض. - «استرضاء العدو»، عن «سوء» ادارة الحرب في أفغانستان. - نهاية أوباما، عن تمنياتهم. - الخيانة كسياسة عامة، وهم خانوا أميركا. - فوق القانون، وهذه صفتهم هم. - ترهل سياسة أوباما. - فشل أوباما في مواجهة التسرب النفطي. هل يمكن وقفه؟ حرب أوباما ضد العنصرية ترتد عليه. أقول إن الذين يقفون وراء الحملة على أوباما أعداء أميركا كما أنهم أعداء العرب والمسلمين والانسانية كلها. [email protected]