بدأ الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز الثلاثاء زيارة دولة تستمر أربعة أيام إلى لندن هي الأولى لرئيس إيرلندي الى المملكة المتحدة. وتأتي زيارة هيغينز الذي وصل مساء الاثنين إلى لندن، بعد الزيارة التاريخية التي قامت بها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية لايرلندا في اطار استكمال عملية تطبيع العلاقات بين البلدين. وكان ممثل للملكة في استقبال هيغينز (72 عاماً) الشاعر ووزير الثقافة السابق والمفاوض خلال عملية السلام في ايرلندا الشمالية، في مطار هيثرو. وقامت الملكة اليزابيث الثانية بزيارة تاريخية الى ايرلندا، كانت الاولى لملك بريطاني الى المنطقة منذ استقلالها في 1922. وكان هيغينز زار مرات عدة لندنبريطانيا منذ توليه مهامه في 2011 ولكن ليس في اطار زيارة دولة التي تقيم فيها لندن مراسم واحتفالات. والى جانب العشاء في قصر ويندسور بدعوة من الملكة، سيتحدث هيغنز بعد ظهر اليوم الى مجلسي البرلمان. وسيزور هيغينز مع زوجته سابينا فرقة شكسبير المسرحية في ستراتفورد ابن افون. وسيحضر العشاء الملكي ايضا المسؤول السابق في الجيش الجمهوري الايرلندي مارتن ماكغينيس. وترتدي الدعوة التي وجهت الى هذا الكاثوليكي البالغ من العمر 63 عاما وحارب الهيمنة البريطانية في سنوات الاضطرابات الثلاثين في ايرلندا الشمالية، طابعا رمزيا كبيرا. فماكغينيس الذي اعتبرته الصحف البريطانية لفترة طويلة "اخطر عدو للتاج"، رفض ان يشغل مقعدا في مجلس العموم حتى لا يؤدي قسم الولاء للملكة. لكنه ماكغينيس هو ايضا احد المهندسين الرئيسيين للعملية التي ادت بالحركة السرية الى وقف القتال. وكان المفاوض الرئيسي في عملية السلام التي افضت الى توقيع اتفاق سلام في 1998. وقد اصبح بعد ذلك نائب رئيس وزراء ايرلندا الشمالية غي حكومة وحدة تضم ايضا اعداءه السابقين البروتستانت في الحزب الوحدوي الديموقراطي. وكان مارتن ماكغينيس التقى الملكة اليزابيث للمرة الاولى في بلفاست في حزيران (يونيو) 2012 وصافحها في خطوة تاريخية. وكانت هذه المبادرة لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط. والسبب الرئيسي هو ان ماكغينيس كان قياديا كبيرا في الجيش الجمهوري الايرلندي عندما قتلت هذه المنظمة شبه العسكرية في 1979 لويس مونتباتن خال الامير فيليب آخر نائب للملك في الهند البريطانية. ورحب ماكغينيس الاحد "بالدور الحاسم الذي لعبته الملكة وما زالت في عملية المصالحة". واضاف انه "تأثر جدا بطريقتها في الإشادة بذكرى الجمهوريين الايرلنديين الذين ماتوا من اجل الاستقلال" خلال زيارتها لايرلندا الشمالية. وكان هيغينز صرح قبل مغادرته إيرلندا "نحن في لحظة مهمة جدا في التاريخ بعد ان اقام بلدانا وبعد زيارة جلالتها الى ايرلندا، علاقات جيدة جدا". لكنه اعترف بأن "هناك الكثير من الذكريات المؤلمة جدا"، موضحا ان الامر "لا يتعلق بمحو الماضي". واضاف انه يعتقد ان الملكة اليزابيث اتخذت بزيارتها الى ايرلندا "وبحثها في مشاكل العلاقات بين البلدين الموقف المطلوب".