قبل نحو تسعة شهور من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في أيار (مايو) المقبل، ينشط الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في محاولة يعتبرها أنصاره تمهيداً لمنافسة الرئيس الحالي حسن روحاني في حال رغب في الترشّح لولاية ثانية. ومع أن من المبكر تكهن موقف التيار الأصولي من الترشيحات الرئاسية، وما إذا كان يريد دعم روحاني لولاية ثانية أو مرشح آخر سواء نجاد أو غيره. إلا أن التيار الإصلاحي يبدو أنه حسم أمره لدعم التجديد لروحاني، خصوصاً إذا بقيت الظروف الحالية كما هي. ويبدو أن نجاد يريد أن يبقى الرقم الصعب في الساحة السياسية الإيرانية مستفيداً من التجربة التي يمر بها نظيراه السابقان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. فهو لم ينفِ نيته الترشّح، إلا أنه ذكّر في إطار ردّه عما أوردته قناة «بي بي سي الفارسية» من أن «فوزه في الانتخابات الرئاسية سيدخل إيران في عزلة تمهيداً للحرب»، أنه عندما تسّلم مقاليد الحكم عام 2005 كانت إيران واقعة تحت طائلة تهديدات أميركية بالحرب، لكنه قبل أن ينهي ولايته الثانية عام 2013 تلقّى رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تتضمّن رغبة الولاياتالمتحدة في التعاون مع إيران. وفي كلمة ألقاها في حسينية إرشاد في مشهد الخميس الماضي، شنّ نجاد هجوماً عنيفاً على حكومة روحاني لافتاً إلى أن ثروات وزرائه تعادل عُشر ثروات الوزراء الحاليين في إشارة إلى الاتهامات المتبادلة المتعلّقة بفضيحة الرواتب العالية التي يتقاضاها الوزراء وكبار الموظفين. وقال إنه يعتز بكلمات الإطراء التي قالها المرشد (علي خامنئي) بحقه وبحق حكومته، وذكّر بأن حكومته تحمّلت أقسى أنواع التهم والضغوط والهجوم، كنعتها بأنها «ضد ولاية الفقيه». وأسف نجاد لعدم امتلاك بلاده نموذجاً لإدارة الاقتصاد على رغم مرور 37 عاماً على الثورة الإسلامية، داعياً إلى الاستفادة من التجارب البشرية في العلوم واستخلاص النتائج المفيدة لوضع أطر إدارية صحيحة. ودعا الرئيس روحاني إلى تقديم تقرير للشعب عن الإنجازات في نهاية ولايته الأولى، مستدركاً أنها «لا تستطيع تقديم ذلك وهي تستعد لخوض الانتخابات لولاية ثانية»، مبدياً أسفه أن تكون أجواؤها فرصة للنيل من الآخرين ومهاجمتهم «حتى أن بعضهم سعى إلى استبعاد منافسيه». وتساءل: «من الفائز في أجواء التخريب؟ إذا كنا نطمح إلى السير بالنموذج الأميركي فنحن خاسرون. يمكن أن يطرح المرشّح برنامجه الانتخابي بعيداً من الافتراءات الموجهة للباقين».