أظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز» ونشرت نتائجه أمس، أن محللي أسواق النفط ما زالوا يتوقعون ارتفاع أسعار الخام هذا العام بفضل تحسن نمو الطلب الذي سيساعد في تبديد أي أثر نزولي للفائض في المعروض من الخام. وتوقع 29 من خبراء الاقتصاد والمحللين في الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 45.51 دولار للبرميل هذه السنة بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 45.20 دولار للبرميل وبزيادة قدرها نحو 3.55 دولار على متوسط السعر البالغ 41.96 منذ مطلع السنة. وتوقعت المحللة لدى رايموند جيمس لوانا سيغفريد «نمو الطلب العالمي بقوة هذه السنة (1.4 مليون برميل يومياً)، ونمواً معقولاً في 2017 (1.1 مليون برميل) تقود السواد الأعظم منه الصين والهند وأفريقيا (...) وبذلك سيساعد الطلب على ارتفاع الأسعار». وهذا هو التعديل الصعودي الخامس على التوالي في التوقعات الخاصة بخام «برنت». يذكر ان أسعار النفط ما زالت مرتفعة نحو 60 في المئة عن أدنى مستوياتها في نحو 13 سنة التي سجلتها في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكنها تراجعت عن المستويات المرتفعة التي تجاوزت 50 دولاراً للبرميل في 2016 إذ إن الوفرة المتزايدة في معروض المنتجات المكررة قد تؤدي إلى تخزين مزيد من الخام الزائد عن الحاجة وفقاً لمحللين. وقال المحلل لدى «تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس» جيورجوس بيليريس، إن المعروض العالمي من الخام ما زال أكبر من الطلب لكن تعطل الإنتاج الذي يحدث في أكثر الحالات بسبب القلاقل الجيوسياسية، ساعد في تقليص الفائض في الإمدادات. وأظهر الاستطلاع أن المحللين يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر «برنت» في العقود الآجلة نحو 51.15 دولار للبرميل في الربع الأخير مع تحسن آليات العرض والطلب. ورأى المحلل لدى «كومرتس بنك» كارستن فريتش ان «الأخطار الجيوسياسية ما زالت العامل الداعم للأسعار» في ظل الهجمات الإرهابية في الغرب والشرق الأوسط. وتسببت سلسلة هجمات شنها مسلحون على منشآت نفطية هذا الشهر في تقلص إنتاج نيجيريا ومن المتوقع أن تستمر الإصلاحات لمدة شهر آخر على الأقل. وفي الوقت ذاته تواجه ليبيا إغلاقاً لمرافئ نفطية مهمة بسبب احتجاجات. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام «برنت» في العقود الآجلة 58.63 دولار للبرميل في 2017 وأن يرتفع إلى 66.28 دولار في 2018 وفقاً لما جاء في الاستطلاع الذي رجح أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 44.12 دولار للبرميل هذه السنة. الى ذلك، انخفضت أسعار النفط أمس إلى مستويات قياسية مع تباطؤ النمو الاقتصادي الذي ينذر بتفاقم التخمة الحالية في معروض الخام والمنتجات المكررة. وجرى تداول مزيج «برنت» في العقود الآجلة بسعر 42.20 دولار، منخفضاً 19 سنتاً أو 0.4 في المئة عن مستواه عند التسوية السابقة. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 26 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 40.88 دولار للبرميل لينزل عن 41 دولاراً للمرة الأولى منذ نيسان (أبريل). من جهة أخرى، قفزت صادرات النفط الإيراني إلى أكبر أربعة مشترين في آسيا 47.1 بفي لمئة على أساس سنوي في حزيران، لتصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات في علامة جديدة على أن مساعي طهران الحثيثة لاستعادة حصتها السوقية التي خسرتها تحت وطأة العقوبات تؤتي ثمارها. وتستعيد إيران حصتها السوقية بوتيرة أسرع مما توقعها المحللون منذ رفع العقوبات عنها في كانون الثاني بدعم من توافر المزيد من الناقلات لها من خلال حل موقت لمشكلة التأمين البحري. وبلغت مبيعات طهران النفطية أعلى مستوياتها في أربع سنوات ونصف السنة في حزيران لتصل إلى نحو مثليها منذ كانون الأول (ديسمبر) بعد رفع العقوبات عن صادراتها النفطية في كانون الثاني. ومن خلال بيع الخام بأسعار أقل من النفط السعودي والعراقي جذبت إيران عملاء جدداً في دول مثل بولندا وحفزت زيادة الطلب من مشترين حاليين في آسيا. وأظهرت بيانات حكومية وأخرى تتبع حركة السفن أن الدول الآسيوية الأربع، كوريا الجنوبية واليابان والصين والهند استوردت 1.72 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني في حزيران. وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد واعظي خلال زيارة لموسكو أمس، إن بلاده تحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر لوصول إنتاجها النفطي إلى مستواه قبل العقوبات. وأضاف إن إيران بلغت حتى الآن 80 في المئة من مستوى إنتاجها النفطي قبل العقوبات.