أقر التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين في الغارات التي يشنها في العراق وسورية خلال الأشهر الأخيرة، ليصل العدد الإجمالي للضحايا المعترف به رسمياً منذ بداية حملة القصف إلى 55 قتيلاً، في وقت ارتفعت حصيلة ضربات التحالف على بلدة شمال سورية إلى 41 قتيلاً، بينهم 28 مدنياً. والتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الذي يشن حملة قصف تستهدف المتطرفين منذ آب (أغسطس) 2014، لا يعترف بسقوط ضحايا مدنيين إلا بعد إجرائه تحقيقاً يستلزم إجراءات طويلة. وقد وجهت إليه اتهامات بأنه يقلل إلى حد كبير من تقديراته لعدد المدنيين الذين قضوا نتيجة لغاراته. وأدت ضربات التحالف الدولي في سورية إلى مقتل 600 مدني، بينهم 136 طفلاً وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وعلى سبيل المثل، أشار «المرصد» الذي يتخذ من لندن مقراً ويملك شبكة مصادر في سورية، إلى أن غارة شنها التحالف الخميس أدت إلى مقتل «15 مدنياً على الأقل» في شمال منبج، حيث تدور معركة شرسة من أجل استعادة المدينة من أيدي «داعش». ولفتت منظمة «إروورز» غير الحكومية ومقرها لندن، إلى أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين قضوا بضربات التحالف في سورية والعراق يتجاوز 1500 قتيل. وجزمت القيادة الأميركية الوسطى في بيان الخميس، بسقوط مزيد من القتلى في صفوف المدنيين، مشيرة تحديداً إلى مقتل ثلاثة أشخاص في ضربة استهدفت في 5 نيسان (أبريل) هدفاً يحتفظ به تنظيم «داعش» باحتياط نقدي في الموصل بالعراق. وقتل أربعة أشخاص أيضاً في 29 نيسان في الموصل، بغارة استهدفت الأسترالي نيل براكاش الذي يعتبر عضواً مؤثراً يقوم بعمليات تجنيد لمصلحة تنظيم «داعش». وأوضح بيان القيادة الأميركية الوسطى أن قنبلة أو صاروخاً «أصاب ثلاثة مدنيين على الطريق ومدنياً في مبنى مجاور». وفي 26 نيسان، قتل مدني في القيارة بالعراق بسبب ظهوره في شكل غير متوقع قرب الهدف بعد أن كانت الضربة قد نفذت، وفق ما أوضحت القيادة الأميركية الوسطى. وقالت القيادة في بيانها: «نأسف بشدة للخسائر غير المقصودة في الأرواح والإصابات الناجمة عن الضربات، ونعرب عن تعاطفنا» مع جميع الأطراف المعنيين. وأعلن التحالف الدولي الأربعاء فتح تحقيق رسمي حول غارة تم تنفيذها في 19 تموز (يوليو) قرب منبج وأدت إلى مقتل 56 شخصاً على الأقل وفق «المرصد». وقال «المرصد» أمس: «ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة ضربات جوية نفذتها طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي بعد منتصف ليل أمس على بلدة الغندورة، إلى 41 شخصاً على الأقل، 28 منهم مدنيون بينهم سبعة أطفال». وأوضح أن «القتلى الآخرين وعددهم 13 لم يتم التعرف إلى هوياتهم بعد ولم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين من تنظيم داعش الذي يسيطر على البلدة الواقعة في ريف منبج بمحافظة حلب». وكانت حصيلة أولية ل «المرصد» الخميس أفادت بمقتل 15 مدنياً على الأقل. وتقع الغندورة على بعد نحو 23 كيلومتراً شمال غربي مدينة منبج المحاصرة من قوات سورية الديموقراطية التي تشن منذ 31 أيار (مايو) هجوماً في المنطقة بمؤازرة من التحالف الدولي بقيادة أميركية. وحضّت منظمة العفو الدولية قوات التحالف على «مضاعفة جهودها لمنع سقوط ضحايا من المدنيين والتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي»، موضحة أن القصف على التوخار «قد يكون هو الذي خلف أفدح خسارة في أرواح المدنيين» من جانب التحالف منذ بدء تدخله في سورية في صيف 2014.