أكد الجيش الأميركي أن الغارات التي شنّتها مقاتلات التحالف الدولي - العربي في شمال شرقي سورية نهاية الشهر الماضي، لم تسفر عن سقوط أي قتيل مدني، في وقت قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إنه «وثّق» مقتل 64 شخصاً بالغارات. وقال الناطق باسم القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، الميجور كورت كيلوغ، في بيان، إن «قوات التحالف شنّت غارات جوية في محيط بيرمحلي في سورية في 30 نيسان (أبريل)، دمرت العديد من المواقع العسكرية لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وأصابت أكثر من 50 عنصراً من التنظيم». وأضاف: «ليس لدينا حالياً أي مؤشر الى مقتل مدنيين في هذه الغارات». وكان رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري»، أعلن السبت مقتل 52 مدنياً على الأقل في غارات جوية نفذها التحالف فجر الجمعة، في بلدة بيرمحلي بريف حلب في شمال شرقي سورية، مؤكداً أن «بين القتلى 7 أطفال، بينما لا يزال 13 شخصاً في عداد المفقودين». ووفق عبد الرحمن، فإن الغارات حصلت في الوقت الذي كانت تدور مواجهات بين مقاتلين أكراد ومسلّحين سوريين آخرين متحالفين معهم من جهة، وبين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في بلدة تبعد كيلومترين تقريباً عن بيرمحلي، مؤكداً أنه «لا يوجد في بيرمحلي سوى مدنيين فقط، ولا مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية أو مواجهات». وقال «المرصد» أمس، إنه «ارتفع إلى 64 عدد المواطنين المدنيين السوريين، الذين تمكّن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم، في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي - الدولي، ليل الخميس - الجمعة، ذلك لتنفيذها ضربات عدة استهدفت قرية بيرمحلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) في محافظة حلب»، موضحاً أن بين القتلى «31 طفلاً و19 مواطنة و13 رجلاً وفتى». وأكد الميجور كيلوغ في بيانه، أنه «قبل الغارات الجوية، أفادت القوات الكردية التي كانت تسيطر على البلدة قبل أن تنسحب منها إثر هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية، بأن هذا المكان خال منذ أسبوعين من أي وجود للمدنيين». ومنذ نهاية أيلول (سبتمبر)، يشنّ تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة، غارات جوية على مواقع تنظيم «داعش» الذي يسيطر على أنحاء واسعة من سورية والعراق. وقال «المرصد» إنه «يدين بأقسى العبارات، المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي – الدولي، خلال استهدافها هذه القرية الواقعة قرب بلدة صرين في ريف حلب الشمالي الشرقي، بعد حصولهم على معلومات أن هناك موكب سيارات لتنظيم «الدولة الإسلامية» دخل القرية، وسارعت بعدها طائرات التحالف الى تنفيذ ضربات مكثّفة على القرية، التي كان سكانها نياماً، بينما كانت تشهد قرى قريبة منها اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعّمة بكتائب مقاتلة من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر». وتابع: «صعقنا لدى سماعنا إنكار قوات التحالف الدولي، لوقوع هذه المجزرة، بدلاً من أن يقوموا بتحقيق جدي، ويحاكموا المسؤولين عن ارتكابها، وتعويض من تبقى على قيد الحياة من الضحايا والمتضررين والمصابين».