استهدفت غارات جوية أربعة مستشفيات ميدانية وبنكاً للدم في مدينة حلب خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية حيث سجل مقتل خمسين شخصاً بغارات في مناطق مختلفة، في وقت بدأت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية المدعومة من أميركا هجوماً من ثلاثة محاور على منبج شرق حلب قرب تركيا. وذكرت منظمة الأطباء المستقلين التي تقوم بدعم هذه المشافي أن القصف الذي استهدف مستشفى للأطفال في الأحياء الشرقية للمدينة أسفر عن مقتل رضيع يبلغ عمره يومين. وتحاصر القوات النظامية منذ 17 تموز (يوليو) الأحياء الشرقية في شكل كامل في المدينة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة منذ العام 2012 السيطرة على أحيائها مع الفصائل المقاتلة. وبعد تسع ساعات من الاستهداف الأول للمستشفى، تسببت الضربة الثانية التي وقعت عند الساعة الواحدة من صباح أمس بقطع إمداد الأوكسجين عن الرضع، وفق المنظمة. وأفادت المنظمة في بيانها بأن «الأطباء لم يتمكنوا سوى من نداء زملائهم من أجل حماية الرضع». وأضافت المنظمة أن المستشفيات الأربعة (مشفى الأطفال ومشفى الزهراء ومشفى البيان ومشفى الدقاق) خرجت من الخدمة «إثر سلسلة من الضربات الجوية التي شنها الطيران الروسي والسوري، واستهدفت المؤسسات الطبية في حلب». واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن سورية تعد من الدول الأكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي في عام 2015، حيث شهدت 135 هجوماً وأعمال عنف أخرى استهدفت العاملين أو بنى تحتية طبية. وتضررت مستشفيات عدة خلال الأشهر الأخيرة كما قتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدات حريتان وعندان وحيان وكفرحمرة في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي، ومناطق أخرى في مخيم حندرات ومزارع الملاح شمال حلب، فيما قصفت طائرات حربية مناطق في أحياء السكري والصالحين وقاضي عسكر وباب الحديد والمرجة وجب القبة في مدينة حلب، وهناك معلومات عن سقوط جرحى». وأضاف لاحقاً أن «طائرات حربية شنت المزيد من الغارات على مناطق في أحياء بني زيد والهلك والمعادي والحيدرية والصاخور وبستان القصر والكلاسة والمغاير والشيخ سعد وبعيدين وبستان الباشا والجندول وجسر الحج بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى وهناك معلومات عن شهيد على الأقل، بينما سقط عدد من الجرحى ومعلومات مؤكدة عن استشهاد طفلة، جراء قصف جوي على مناطق في حي المرجة صباح اليوم، كما جددت طائرات حربية قصفها مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 8 غارات على مناطق في بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي». منبج شرق حلب، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربات عدة على مناطق في حارة السرب بمدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، فيما دارت اشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، بالتزامن مع استهدافات متبادلة بين الطرفين. وقال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة في محاور عدة في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المدينة، ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على حي البناوي، وسط استمرار قوات سورية الديموقراطية في محاولات التقدم في المدينة». وقال «المرصد» إنه «وثق ما لا يقل عن 5 عناصر من قوات سورية في الاشتباكات بالمدينة ومحيطها، في حين نفذ تنظيم داعش هجمات عدة، منذ ما بعد منتصف ليل أمس في منطقة العوسجلي بجنوب غربي منبج المدينة، ومنطقة زونغل بالريف الشمالي الغربي للمدينة، ومنطقة تل أم السرج بريف منبج الجنوبي، حيث جرت اشتباكات عنيفة في محاولة التنظيم التقدم، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 16 عنصراً من التنظيم، جثث معظمهم لدى قوات سورية، في حين وردت معلومات مؤكدة عن استشهاد 8 مواطنين بينهم أطفال ومواطنات إثر استهدافهم من قبل التنظيم، خلال محاولتهم الفرار من مناطق سيطرة التنظيم في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي». حماة وحمص ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية مكسر الحصان بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين نفذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق في الهيل ومفرق البغالي قرب مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وفق «المرصد». وأضاف: «لا تزال الاشتباكات متواصلة في شكل متفاوت العنف في محيط قرية المفكر وعلى خط البترول في ريف السلمية الشرقي، بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» من جانب آخر، حيث نفذ التنظيم هجوماً عنيفاً ومعاكساً قتل فيه ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وتم أسر 4 آخرين منهم، بينما قتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من التنظيم في القصف والاشتباكات والغارات التي شهدتها المنطقة». ويشار إلى أن ريف السلمية الشرقي يشهد منذ 16 شهر تموز (يوليو) الجاري اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر التنظيم، في محاولة من كل طرف التقدم على حساب الطرف الآخر. في الجنوب، قال «المرصد» إن طائرات حربية «شنت ما لا يقل عن 6 غارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية لدمشق. كما سقطت صواريخ عدة يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط المدينة». وقصفت طائرات حربية مناطق في مدينة دوما وبلدتي حمورية وبيت سوى ومنطقة الشيفونية بالغوطة الشرقية في وقت «قتل مقاتل من الفصائل الإسلامية، خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية من دون أنباء عن إصابات، فيما سمع دوي انفجار عنيف في مدينة الزبداني». وقصفت قوات النظام مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة. كما سقطت قذائف هاون على مناطق في حي أبو رمانة ومنطقة «المزة 86» وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط جرحى. وكان «المرصد» أفاد بأن قوات النظام قصفت «مناطق في مدن وبلدات حمورية وسقبا وكفربطنا في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وسقوط جرحى في حمورية، إضافة إلى استشهاد مواطن وسقوط جرحى في بلدة سقبا وسقوط جرحى في بلدة كفربطنا».