قُتل ما لا يقل عن 16 شخصاً بانفجارين وقعا أمس في حي موال للنظام في مدينة حمص بوسط سورية، في حين واصلت الطائرات الروسية قصف مناطق خارجة عن سيطرة النظام، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وأعلنت الحكومة السورية أن القوات النظامية حققت تقدماً في ريفي اللاذقية (شمال غربي البلاد) وحلب (شمال). وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن انفجارين وقعا السبت في حي تسيطر عليه الحكومة بمدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وجاء الانفجاران بعد أيام من بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في حي الوعر آخر أحياء المعارضة في مدينة حمص. وتضمن هذا الاتفاق بين الحكومة المحلية وجماعات المعارضة تحت إشراف الأممالمتحدة، انسحاب مقاتلي الجماعات المسلحة المعارضة من الوعر الذي أشرفت الأممالمتحدة الخميس على إدخال مواد غذائية وطبية إليه، وفق ما لفتت وكالة «رويترز». وفيما قال المرصد أن مركبة مفخخة انفجرت قرب مستشفى في حي الزهراء الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية شرق مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً بينهم ضابط برتبة عقيد وشرطي، أشارت وسائل إعلام رسمية إلى وقوع انفجار ثان نتج من انفجار أسطوانة غاز، ما أدى إلى إصابة أشخاص كانوا هرعوا لإنقاذ ضحايا الهجوم الأول في الحي المكتظّ بالسكان. ووصف التلفزيون السوري الهجوم على حي الزهراء بأنه «تفجير إرهابي»، فيما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن المركبة المفخخة كانت معبأة بنحو 150 كيلوغراماً من المواد الناسفة ونشرت الوكالة صورة فوتوغرافية لرجلين يحملان امرأة بعيداً من موقع حطام محترق. وظهرت في المقاطع التي عرضها التلفزيون السوري مشاهد تضج بالفوضى وارتفعت سحابات سود من الدخان من حطام معدني فيما تعثر الناس وسط الحطام وهم يحاولون نقل أناس بعيداً من موقع الانفجار. وفي حلب (شمال)، تحدث المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً بينهم فتى في قصف جويّ روسي على الأرجح استهدف مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، فيما قصفت طائرات حربية منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وكذلك منطقة منبج في الريف الشمالي الشرقي أيضاً حيث أُعلن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص. وتابع أن طائرات حربية أغارت أيضاً على قرى الشخير والصعب وجب القهوة ومحيط بلدة الخفسة في ريف حلب الشرقي، في حين استمرت «الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام ومسلحين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في بلدة دلامة وتلّتها، ومحاور عدة أخرى بريف حلب الجنوبي، وسط قصف مكثف من طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق الاشتباك». وفي ريف حلب الجنوبي، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجيش النظامي سيطر أمس على 5 قرى جديدة، ناقلة عن مصدر عسكري «إن وحدات من الجيش والقوى المؤازرة نفذت عمليات دقيقة وسريعة بريف حلب الجنوبي انتهت بإحكام السيطرة الكاملة على قرى مريقص وأبورويل وقريحية والصعيبية ودلامة جنوب تلة الأربعين». ولفتت «سانا» إلى أن جماعات المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي منيت في الفترة الماضية ب «هزائم متتالية» كانت آخرها القرى الخمس التي سيطر عليها النظام أمس وقرى خلصة والقلعجية والحمرا وزيتان التي سيطر عليها الاثنين الماضي. وفي محافظة اللاذقية الساحلية (غرب)، تحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محيط جبل الكوز قرب المرصد 45 في ريف اللاذقية الشمالي، ووردت معلومات عن تقدم لقوات النظام في المنطقة». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» فنقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عملية نوعية أحكمت خلالها السيطرة على جبل الكوز في الريف الشمالي (اللاذقية) بعد تدمير آخر مقار وتحصينات» جماعات المعارضة المسلحة فيه. وأضاف المصدر أن وحدات الجيش النظامي أحبطت أول من أمس «محاولات تسلل لإرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات باتجاه جبل عطيرة والتلال المحيطة بالبرج الفرنسي وجبل القزغدار وجبل العذر بريف اللاذقية الشمالي». وفي محافظة حماة (وسط)، أفاد المرصد بأن طائرات حربية نفّذت غارات على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى سقوط ضحايا. وفي محافظة ريف دمشق، أشار المرصد إلى مقتل طفل وسقوط جرحى نتيجة قصف طائرات حربية، «يُعتقد أنها روسية»، مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، بينما قُتل خمسة أشخاص على الأقل في غارات أخرى على حمورية في الغوطة الشرقية أيضاً. وفي دير الزور (شرق)، قال المرصد أن ما لا يقل عن 12 مواطناً معظمهم من عائلة واحدة قُتلوا أو أصيبوا «نتيجة استهداف منزلهم من جانب طائرات حربية في قرية سوسة بريف دير الزور الشرقي».