أعلن وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي أمس، إن مجلس الوزراء وافق على تنصيب أحد قيادات المعارضة المسلحة ليكون بديلاً عن نائب الرئيس رياك مشار في حال عدم عودته إلى جوبا في المهلة المحددة التي حددها الرئيس سلفاكير ميارديت وتنتهي اليوم. وأوضح مكوي بعد اجتماع الحكومة، أن مجلس الوزراء وافق على تكليف أحد قادة المعارضة المسلحة ليشغل منصب النائب الأول للرئيس بدلاً عن مشار، لافتاً إلى أن المجلس أمهل كذلك وزراء المعارضة الذين لم يحضروا اجتماعات الحكومة منذ انفجار الأوضاع، فترة أقصاها يوم غد للعودة إلى العاصمة لمزاولة مهماتهم، مؤكداً أن الأوضاع الأمنية في جوبا عادت إلى طبيعتها. وكان كل من سلفاكير ومشار تبادلا الاتهامات بمحاولة الاغتيال، بينما رفض الأخير المهلة الممنوحة له للعودة الى جوبا، مشترطاً نشر قوات افريقية، بينما اعترفت المعارضة بانشقاق في صفوف قادتها. وأزاح مشار وزير المعادن تعبان دينق لتعاونه مع الرئاسة التي تسعى الى تعيينه نائباً أول للرئيس بدلاً منه. واتهم سلفاكير مشار بمحاولة الانقلاب عليه، كاشفاً عن معلومات تذكر للمرة الأولى عن أحداث القصر الرئاسي في جوبا. وقال في مقابلة تلفزيونية بثتها القناة الصينية الرسمية إن نائبه حضر الاجتماع الرئاسي وهو يحمل مسدساً لكنه فشل في استخدامه بسبب وجود أفراد الأمن داخل القصر، موضحاً إنه لولا تدخله شخصياً لما استطاع مشار أن يخرج حياً في ذلك اليوم. وقال الرئيس إنه بعد بدء الاشتباكات خارج القصر قمت بنفسي بحماية مشار حتى أوصلته إلى سيارتي الخاصة المضادة للرصاص، وطلبت حراساً إضافيين لنقله إلى منزله. وتجوّل سلفاكير خلال المقابلة في قصره عارضاً آثار المعركة التي أشعلت القتال بين الجانبين. في المقابل، قال مشار أمس إنه رفض مهلة سلفاكير للعودة إلى جوبا، مؤكداً أن الأخير لا يستطيع تعيين بدلاً عنه وفق اتفاق السلام المبرم بينهما. وأشار إلى أنه لن يعود ما لم تُطبَق قرارات الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا «إيغاد»، ونُشرت قوات أفريقية اضافية لدعم بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام. وأقرّ مشار بانشقاق في حركته، وقال إنه قرر فصل مساعده وزير المعادن تعبان دينق لانضمامه الى مجموعة سلفاكير وتخطيط الأخير لتعيينه بدلاً عنه. وكشف أن دينق عقد اجتماعاً مع قيادات قبيلة النوير التي يتحدر منها لهذا الغرض. وأضاف أن مساعده المعزول لا يملك قوة عسكرية واتهمه بقيادة تيار للانقلاب عليه من داخل المعارضة. وأكد مشار أنه لا يزال حول مدينة جوبا ولم يغادر موقعه منذ خروجه من العاصمة، واتهم قوات سلفاكير بتدمير منزله وحرق سياراته، والاستمرار في محاولاتها المستمرة لاغتياله. وأعلنت قيادات جنوبية في جوبا أن خطوة مشار بعزل دينق من شأنها أن تصعب مهمة الحكومة التي اتخذت قراراً بالفعل بتعيين دينق نائباً للرئيس حتى يستمر في تنفيذ اتفاق السلام، بعد مغادرة مشار جوبا ورفضه العودة إلا بشروط محددة، بينها نشر قوات إقليمية أو دولية تضمن الفصل بين قواته والحكومة فضلاً عن نزع السلاح من العاصمة.