سادت مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان خلال اليومين الماضيين حالة قلق وترقب بعد أن سرت أنباء عن الإطاحة بالرئيس سلفاكير ميارديت واعتقاله على يد قيادات في الجيش الشعبي وتسلُّم ماجاك ماكوير السلطة بدلاً عنه، فيما سارعت قيادات في الجنوب لنفي تلك الأنباء. من جهته، قال المعارض الجنوبي، ديفيد ديشان، إن الانقلاب الذي أُحبِطَ أمس الأول قام به ضباط من الجيش الشعبي، فيما أكد مصدر أنه تم توقيف أربعة ضباط كبار في الجيش الشعبي ورجَّح أنه تمت تصفيتهم في الحال، لافتاً إلى خلافات في الآونة الأخيرة بين رياك مشار وسلفا كير من جانب، وقادة الجيش الشعبي والسياسيين في الحركة الشعبية من جانب آخر، يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه القيادة العامة للجيش الشعبي تنقلات داخلية للإدارات والرئاسات كانت مفاجئة للجميع. وفي ذات الاتجاه، توقع الناطق باسم المجلس الثوري الانتقالي في الجنوب، اللواء محمد شول الأحمر، أن تشهد جوبا مفاجآت مثيرة في الأيام المقبلة، وأوضح أن هناك معلومات تشير لوقوع انقلاب ضد النظام في جوبا. أما اللواء توت أكول، من قيادات ثوار الجنوب، فلفت إلى أن المعلومات المتوفرة عن سلفا كير شحيحة، وأضاف «لا نعلم حتى الآن شيئاً عن مصير سلفا كير، لكن نتابع الأمر بدقة». وفي السياق نفسه، استبعد الفريق جيمس قاي، من الجيش الشعبي، وقوع انقلاب في جوبا، وقال «إن هذه أكاذيب ولسنا متيقنين منها»، وتساءل «من يستطيع تنفيذ انقلاب في جوبا؟». إلى ذلك، أبعد والي الوحدة، تعبان دينق، مستشاره الأمني العميد مايكل شانجيل عن منصبه بعد اتهامه بموالاة رياك مشار، وعيّن تعبان منجو داك ابن خالته خلفاً لمايكل، وأكد مصدر مطلع أن التعديل يأتي نتيجة للصراع داخل القبائل الجنوبية خاصة النوير. من ناحية ثانية، قدمت الصين اشتراطات جديدة لحكومة الجنوب تتمثل في الاتفاق مع السودان، ووقف الحرب والاتفاق مع المعارضة الداخلية لضمان زيادة استثماراتها في الجنوب. وكشفت مصادر مطلعة عن اجتماع عاصف بحث فيه رئيس دولة الجنوب سلفاكير مع مستشاريه ووزراء حكومته عقب عودته من الصين أمس الأول الأوضاع الأمنية بالجنوب بعد الاضطرابات التي شهدتها جوبا والعديد من المدن. وبيَّنت المصادر أن أهم أسباب العودة العاجلة لسلفاكير من الصين هي تقرير عاجل وصله من نائب وزير الداخلية سلفا مطوك أفاد بأن المنشقين عن الجيش الشعبي احتلوا عدة مناطق وأن ولاية الوحدة في خطر. وفي سياق متصل، شنَّ جيش تحرير جنوب السودان الذي يقاتل حكومة الجنوب هجوماً عنيفاً على ولاية الوحدة استولى من خلاله على مدينة بانا كواج (على بعد 20 كلم شرق بانتيو عاصمة الولاية)، وقام بقصف مقر وجود الوالي تعبان دينق وأسفر الهجوم عن مقتل 136 وأسر ضابط يتبع لحركة العدل والمساواة الدارفورية برتبة رائد.