خلطت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أوراق السباق الرئاسي فجر أمس بالإنقضاض على عرين منافسها دونالد ترامب، واختيار السناتور تيم كاين نائباً للرئيس لاجتذاب شريحة الناخبين البيض التي تناصر غالبيتها اليوم الجمهوريين. كما يساعد كاين وميزاته من إتقان الإسبانية إلى خبرة السياسة الخارجية والأمن القومي في إضفاء ثبات ووضوح على البطاقة الديموقراطية. ومن أصل 30 شخصاً راجعت حملة كلينتون رصيدهم طوال أشهر، أعلن فجر الجمعة -السبت عن كاين مرشّحاً لمنصب نائب الرئيس وفي عملية أحاطها الكثير من السرية، ولم يتطلع على ترتيباتها إلا دائرة صغيرة محيطة بالسيدة الأولى السابقة. واتصلت وزيرة الخارجية السابقة بكاين السابعة والنصف مساء بتوقيت واشنطن لإبلاغه بقرارها، ومن ثم اتصلت بالرئيس باراك أوباما (الساعة 7:48) كما أعلنت حملتها. ومن المعروف أن كاين مقرب من أوباما، وشجع على اختياره أيضاً الرئيس السابق بيل كلينتون. وكتبت كلينتون على «تويتر»: «أنا مسرورة للإعلان أن تيم كاين هو مرشحي لمنصب نائب الرئيس، وهو رجل كرّس حياته للنضال من أجل الآخرين». وردّ كاين (58 سنة) أن اختيار هيلاري «شرف» له. وكتب كاين على «تويتر» باللغتين الإنكليزية والإسبانية: «أنهيت للتو مكالمة هاتفية مع هيلاري. يشرّفني أن أكون مرشّحها لمنصب نائب الرئيس. وأنا أتطلّع للقيام بحملة غداً (أمس)» في فلوريدا، تزامناً مع جولة لكلينتون في هذه الولاية (جنوب شرق). ويأتي خيار فلوريدا كأول تجمّع لهما بسبب الأقلية اللاتينية هناك. وتحدّث كاين بفصاحة بالإسبانية التي تعلمها حين كان مبعوثاً للكنيسة الكاثوليكية في هندوراس في عام 1981. وهو من مواليد ولاية مينيسوتا ويتحدر من أصول إرلندية، ومعروف بنشأته المتواضعة بين الطبقة العمالية، ما سيساعد في جذب هذه الشريحة المتحفّظة بعض الشيء على كلينتون. ويعج رصيد كاين بالإنجازات الانتخابية، إذ كان عمدة لمدينة ريتشموند قبل أن يصبح حاكماً لولاية فيرجينيا ثم سناتوراً عنها. وفي السياسة الخارجية، يعتبر من خط الوسط ومتطابق لكلينتون بحضه على إقامة مناطق آمنة في سورية، وتأييد الاتفاق النووي مع إيران. كما تربطه علاقات جيدة بالمنطقة، كونه يرأس لجان العلاقات الخارجية والخدمات المسلّحة، وزار عواصم شرق أوسطية عدة العام الماضي، منها عمّان وبيروت والقاهرة. وداخلياً، يساعد اعتدال كاين التذكرة الديموقراطية بجذب الجمهوريين المعارضين لترامب، والتأثير في ولايتي بنسلفانيا وفلوريدا الحاسمتين. وهو متزوج من قاضية وله إبن في الجيش الأميركي. وفيما لا يمتلك كاين الصفات الليبيرالية لجذب القاعدة الديموقراطية، تعوّل حملة كلينتون أن تدفع مواقف ترامب الليبراليين بالتصويت لها. ويأتي إعلان اختيار كاين لمنصب نائب الرئيس عشية انعقاد المؤتمر الديموقراطي في فيلاديلفيا (غداً) لتسمية كلينتون. على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوربان تأييده للمرشح الجمهوري دونالد ترامب «لأنه خيار أفضل من هيلاري كلينتون بالنسبة الى اوروبا والمجر، إذ قدم اقتراحات لوضع حد للإرهاب، وبوصفي اوروبياً لا استطيع قول افضل من ذلك». وكان ترامب تعهد في خطاب ألقاه خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند ليل الخميس الماضي، تكثيف الجهود لتعزيز أجهزة الاستخبارات ووقف موجات الهجرة من الدول «الضالعة في الإرهاب». ويعزو أوربان الاعتداءات الأخيرة في أوروبا الى أزمة المهاجرين التي تشهدها القارة.