أعلنت المجموعة النفطية البريطانية العملاقة «بريتش بتروليوم» (بي بي) أمس أن مديرها التنفيذي توني هايوارد الذي يواجه انتقادات كثيرة لإدارته كارثة البقعة النفطية في خليج المكسيك، سيترك منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) ليحل مكانه الأميركي بوب دادلي. وأعلنت المجموعة التي تكبدت في الفصل الثاني أكبر خسارة في تاريخ الشركات في بريطانيا، أن رحيل هايوارد (53 سنة) تقرر ب «اتفاق مشترك» معه. وقال رئيس «بي بي» كارل هنريك سفانبرغ إن الإدارة «حزينة جداً لخسارة مدير عام نال نجاحه خلال ثلاث سنوات في الإشراف على أداء المؤسسة الإعجاب الكبير الذي يستحقه». ولفت إلى أن «مأساة انفجار بئر ماكوندو (في خليج المكسيك) والأضرار البيئية التي تبعته شكلت منعطفاً». وأكد «أن بي بي تبقى مؤسسة متينة مع أصول جيدة وطاقم ممتاز له دور حيوي ليلعبه من أجل تلبية احتياجات الكوكب من الطاقة». وأضاف: «لكنها ستكون من الآن فصاعداً مؤسسة مختلفة تحتاج لإدارة جديدة». وأعلنت المجموعة البريطانية خسارة 16.9 بليون دولار في الربع الثاني من السنة، ما يشكل أكبر خسارة فصلية في تاريخ الشركات البريطانية، وعزت السبب إلى الأموال التي خصصتها لمواجهة تكاليف البقعة النفطية. ودادلي (54 سنة) هو أول مدير عام غير بريطاني ل «بي بي» ويهدف تعيينه بحسب خبراء إلى طمأنة الأميركيين. وكان دادلي تولى إدارة الشركة الروسية - البريطانية «تي إن كي - بي بي» التي تملك «بي بي» حصة فيها بين عامي 2003 و2008 قبل أن يضطر إلى مغادرة روسيا على عجل بسبب خلاف مع الشركاء الروس ل «بي بي». أما هايوارد فسيُعيَّن في منصب غير تنفيذي بمجلس إدارة «تي إن كي - بي بي». وسيبقى هايوارد في مجلس إدارة «بي بي» حتى 30 تشرين الثاني (نوفمبر). وسيتقاضى راتب سنة كتعويضات، أي 1.045 مليون جنيه إسترليني، وفقاً لتقليد المجموعة. وخصصت الشركة صندوقاً تقاعدياً لهايوارد بقيمة 11 مليون جنيه يحصل بمقتضاه على 600 ألف جنيه راتباً تقاعدياً سنوياً عند بلوغه 55 سنة. وسيحتفظ هايوارد بأسهمه وأرباحه في الشركة وفقاً لارتفاع أسهم الشركة أو انخفاضها في أسواق المال وتقدر بملايين الجنيهات. وتزامن نبأ رحيل هايوارد مع إعلان «بي بي» أنها ستتحمل تكاليف استثنائية تصل إلى 32.2 بليون دولار نتيجة لتسرب النفط في خليج المكسيك ما أدى إلى تكبد خسائر فصلية مقدارها 16.97 بليون دولار في الربع الثاني من السنة. وباستبعاد أثر التسرب النفطي وسائر التكاليف غير التشغيلية، تبلغ أرباح «بي بي» 4.98 بليون دولار، وهو ما يتماشى مع متوسط توقعات 11 محللاً كانت وكالة «رويترز» استطلعت آراءهم. ولا يشمل هذا الرقم المكاسب أو الخسائر المتعلقة بأي تغير في قيمة مخزونات الوقود، أي أنه يعادل صافي الربح كما تعرفه قواعد المحاسبة الأميركية. وفي بيان ثالث، أعلنت «بي بي» أنها تعتزم بيع أصول تصل قيمتها إلى 30 بليون دولار وخفض مستوى صافي ديونها إلى ما بين 10 و15 بليون دولار خلال الأشهر ال 18 المقبلة. وأفادت الشركة بأنها ستدرس موقفها من توزيعات الأرباح النقدية في المستقبل عندما تعلن نتائج أعمالها للربع الأخير من السنة. ولفتت إلى أنها خصصت 32 بليون دولار لتغطية تكلفة التسرب النفطي في مياه خليج المكسيك، بما فيها 20 بليون دولار خُصصت لتعويض المتضررين من التسرب النفطي. وفي روسيا، أعلنت «تي أن كي - بي بي» أنها سجلت زيادة في أرباحها الصافية بنسبة 21 في المئة في النصف الأول من السنة، لتصل إلى 2.43 بليون دولار، بفضل زيادة إنتاجها من النفط وتحسن الظروف الاقتصادية. وازداد رقم أعمال الشركة النفطية القابضة بنسبة 43 في المئة في النصف الأول من السنة ليصل إلى 20.74 بليون دولار، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2009، كما أعلنت الشركة في بيان. و «تي أن كي - بي بي» هي ثالث اكبر شركة منتجة للنفط في روسيا وتمثل حوالى ربع الإنتاج العالمي ل «بي بي».