أيدت محكمة الاستئناف في الكويت أمس، حكم الإعدام على الكويتي حسين عبدالهادي حاجية الذي دين بالتخابر مع إيران و «حزب الله» اللبناني، ضمن ما يعرف باسم «خلية العبدلي»، التي يحاكم فيها 25 مواطناً كويتياً، إلى جانب متهم إيراني حكم عليه غيابياً بالإعدام. فيما أعلنت أجهزة الأمن البحرينية من جهتها ضبط كميات من الأدوات التي تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة، وعدد من الأسلحة النارية، وذلك بعد القبض على خمسة من العناصر الإرهابية التي كانت تعتزم تنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية في أكثر من موقع داخل البحرين. ففي الكويت تم إصدار أحكام متفاوتة على باقي خلية العبدلي، بفترات سجن من سنتين إلى 5 سنوات والمؤبد والغرامة المالية والبراءة. وقضت المحكمة خلال جلستها أمس، ببراءة 12 متهماً، مما أسند إليهم من تهم في حكم أول درجة، كما أيدت حكم محكمة أول درجة بالسجن المؤبد لأحد المتهمين، إلى جانب استبدال عقوبة عدد من المتهمين بغرامة قدرها 5 آلاف دينار كويتي بدلاً من السجن، وتأييد تغريم متهم واحد بالمبلغ نفسه، وتخفيف الحكم بالسجن عن أحد المتهمين من 15 سنة إلى عامين. وبرأت المحكمة أحد المتهمين مما أسند إليه من تهم وقضت بمصادرة المفرقعات والأسلحة الرشاشة والذخائر وأجهزة التنصت والخرائط والأصفاد الحديدية والبزات العسكرية والصواعق الكهربائية وواقي الرصاص والقبضات الحديدية والسكاكين المضبوطة. وكانت النيابة العامة وجهت في الأول من أيلول (سبتمبر) الماضي إلى عدد من هؤلاء المتهمين تهم ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة أراضي الكويت وسلامتها، وتهمة السعي والتخابر مع إيران و«حزب الله» الذي يعمل لمصلحتها، للقيام بأعمال عدائية ضد الكويت، «من خلال جلب وجمع وحيازة وإحراز مفرقعات ومدافع رشاشة وأسلحة نارية وذخائر وأجهزة تنصت بغير ترخيص، وبقصد ارتكاب الجرائم بواسطتها». وجميع المتهمين في الخلية من الشيعة، وتطالب المعارضة الكويتية بسحب جنسياتهم كون قضاياهم تتعلق بالخيانة. ولعب الإيراني الهارب عبدالرضا دهقاني دور جاسوس لإيران في الكويت، وهو شريك المتهم الأول حاجية، وأعضاء الخلية هم: جاسم غضنفري (مؤبد) وعمار دشتي (5 سنوات) ومحمد المعراج (سنتان) وحسين الطبطبائي وزهير المحميد (5 سنوات) وحسن جمال ومحمد الحسيني وعبدالله حسين ومحمد حاجي وحسن مراد وحسن العطار براءة، وعبدالمحسن الشطي وعيسى باقر براءة وحسن رمضان الذي غرّم خمسة آلاف دينار (17 ألف دولار)، وقضت ببراءة علي عبدالرحيم وباسل دشتي وهاني حاجية وعباس الموسوي وجعفر جمال وهاشم علي مصطفى خان وحسين الباذر براءة ويوسف غضنفري ومهدي الموسوي. وكشفت أبعاد «خلية العبدلي» بعدما ضبطت قوى الأمن مخزناً للأسلحة والمتفجرات في مزرعة بمنطقة «العبدلي» الحدودية في آب (أغسطس) 2015. ودلت التحقيقات على أسلحة ومعدات وأجهزة اتصال في 3 مواقع أخرى بينها مخبأ محصن بالإسمنت المسلح تحت بيت أحد المتهمين، وقدرت وزارة الداخلية في بيان وقتها كمية الأسلحة ب20 طناً تقريباً. وسجلت هذه الأحكام سخطاً في الشارع الكويتي أمس، مباشرة بعد صدورها، خصوصاً أن البعض يراها مخففة بعد تبرئة عدد كبير من المتهمين، مقارنة مع كمية الأسلحة الكبيرة التي تم ضبطها، وقال عضو مجلس الأمة الكويتي السابق أسامة مناور إن البراءة لبعض المتهمين: «ليست براءة حرة... بقي أن نقول إن محكمة التمييز تنتظر ما يحال لها وهي القول الفصل». وفي المنامة، أصدرت وزارة الداخلية البحرينية أمس (الخميس) بياناً أكدت فيه أن الإرهابيين الخمسة الذين قبض عليهم حوّلوا منازلهم إلى مواقع لتخزين الأدوات التي تدخل في تصنيع المتفجرات بتقنيات مختلفة، كما أقروا بتلقيهم تدريبات عسكرية مكثفة في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني ولكتائب حزب الله العراقي، علمًا بأن أعمال البحث والتحري مازالت مستمرة للكشف عن أي أعضاء آخرين في التنظيم الإرهابي، وكشف ارتباطاتهم، والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. وأضاف البيان: «بعد إخطار النيابة العامة واتخاذ كامل الإجراءات الأمنية والقانونية المقررة، انتقلت الفرق المختصة بمكافحة وإبطال المتفجرات وفرق مسرح الجريمة والمختبر الجنائي إلى هذه المواقع، لإجراء المعاينات الفنية واتخاذ الإجراءات التأمينية اللازمة، بعدها باشر فريق المختبر الجنائي رفع عينات أولية من المواد التي تم ضبطها والمشتبه بكونها تدخل في تركيب المتفجرات، للتأكد من ماهيتها، تمهيداً لنقلها إلى مكان آمن، نظراً إلى الخطورة التدميرية لهها، وكذلك خطورتها البالغة على أرواح الناس والقاطنين في المنطقة السكنية المأهولة، كما قامت «مسرح الجريمة» بتصنيف المضبوطات وتحريزها، في حضور النيابة العامة». وأوضح البيان أن من المواد المضبوطة عدداً من الأسلحة النارية وأجهزة تحكم عن بعد، وأجهزة اتصالات، وبطاريات معدة لاستخدامها في تفجير العبوات الناسفة، ولوحات إلكترونية، إضافة إلى أعداد من الهواتف وشرائح الاتصالات، ومفاتيح تشغيل وأسلاك كهربائية، إلى جانب خناجر وسكاكين مغلفة بأكياس من البولوثين، وكذلك عملات نقدية متنوعة.