يعقد في جنيف الأسبوع المقبل اجتماع بين مسؤولين روس وأميركيين ومن الأممالمتحدة للبحث في توفير ظروف استئناف مفاوضات السلام السورية في الأسابيع المقبلة بالتزامن مع دعوة الأممالمتحدة إلى هدنة ليومين لإدخال مساعدات إلى ربع مليون شخص في الأحياء الشرقية لحلب التي قتل وجرح فيها عشرات المدنيين في مجزرتين ارتكبهما الطيران السوري أمس، في وقت بدأت وساطة أهلية لإخراج عناصر «داعش» من منبج شرق حلب التي تحاول «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا تحريرها من التنظيم. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع 40 دولة في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، إن التحالف طرد التنظيم من ثلث الأراضي التي يسيطر عليها، وإن «الانتصار عليه في الموصل سيكون مرحلة حاسمة في الحرب ضد داعش»، في حين قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن «داعش» يستند إلى «عقيدة همجية ولا بد من القضاء عليه». ومنحت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين تنظيم «داعش» «مهلة أخيرة» ليومين كي ينسحب من مدينة منبج المحاصرة في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لاحقاً، بأن «مجلس منبج العسكري وقيادة «قوات سورية الديموقراطية وافقا على مبادرة أهلية تقضى بالسماح بخروج عناصر تنظيم «داعش» بالسلاح الفردي من منبج إلى منطقة أخرى يسيطر عليها». الى ذلك، قال يان إيغلاند الذي يرأس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول المساعدة الإنسانية، إن «العد العكسي بدأ في شرق حلب». وأضاف أن «القوافل الإنسانية والموظفين والمساعدة، كل شيء جاهز. إن ما نحتاج إليه هو هدنة تستمر 48 ساعة كل أسبوع في الشطر الشرقي من حلب». وأوضح أن هذه الهدنة ضرورية لأن الطرق الضيقة المؤدية إلى المدينة لا تتيح مرور الشاحنات الكبيرة. وأضاف: «نحتاج إلى توقف المعارك... للحؤول دون حصول كارثة». وكانت القوات النظامية قطعت في السابع من تموز (يوليو) المحور الأخير لتموين الأحياء الشرقية، ما دفع الى التخوف من مخاطر نقص شامل في المواد الغذائية. ووصفت مندوبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ماريان غاسر، الوضع في منطقة حلب بأنه «مهلك وصعب». وحلب غير مدرجة بين 18 منطقة محاصرة تضم 600 ألف شخص. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للعمليات الإنسانية ستيفن أوبراين في نيويورك، إنه متخوف جداً من المستجدات في القسم الشرقي من حلب، «حيث تعطلت حركة المدنيين والمساعدات الإنسانية والحركة التجارية بعد إغلاق طريق الكاستيلو، وهو الطريق الأخير في هذه المنطقة». وقدر أوبراين عدد المهددين بالحصار بسبب إغلاق هذا الطريق بنحو 200 ألف إلى 300 ألف. وأضاف أن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى شرق حلب منذ السابع من الشهر الحالي بسبب الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة التي جعلت طريق الكاستيلو «غير سالك». من جهة أخرى، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الكوبية الرسمية «برنسا لاتينا»، نظيرَه التركي رجب طيب أردوغان باستغلال محاولة الانقلاب من أجل تنفيذ «أجندته المتطرفة، وهي أجندة الإخوان المسلمين داخل تركيا». وأضاف الأسد أن «هذا خطير على تركيا وعلى البلدان المجاورة لها، بما فيها سورية».