واصل مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أمس في الكويت جهوده الرامية إلى إنجاح مشاورات السلام في جولتها الثانية، وأكدت مصادر حكومية أن طائرات التحالف العربي استهدفت عربة عسكرية كان يستقلها القيادي البارز في جماعة الحوثيين مفرح عبدالله العياني في منطقة مران حيث معقل الجماعة الرئيسي في محافظة صعدة ما أدى إلى مقتله مع ستة من مرافقيه. في غضون ذلك جددت الجماعة رفضها حصر المشاورات في الجولة المستأنفة على الجانب الأمني والعسكري والانسحاب من المدن وتسليم السلاح، واعتبر الناطق باسمها ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام في تصريحات جديدة أن المشاورات «عادت إلى ما وراء نقطة الصفر»، مؤكداً أن الحل يجب أن يكون سياسياً شاملاً، وقال إن جماعته «لن تقبل أي حل سياسي يتضمن بقاء الرئيس عبدربه منصور هادي». إلى ذلك كشفت مصادر في الوفد الحكومي أن ولد الشيخ التقى أمس أعضاء الوفد وتركز النقاش معه «حول تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية، وتفعيل لجان التهدئة المحلية، والانسحاب وتسليم السلاح وعودة المؤسسات مع الإفراج عن المعتقلين والأسرى، ورفع الحصار عن المدن وإيجاد ممرات آمنة». وقال عبد الله العليمي، رئيس الفريق الاستشاري بالوفد الحكومي ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية في تغريدات على حسابه على «تويتر» أن «الطريق الوحيد والبوابة الآمنة والوحيدة لإحلال السلام في اليمن، وإنهاء معاناة شعبه هي في إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه قبل أي شيء آخر». على صعيد آخر كشفت المصادر الحكومية أن رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر غادر أمس مقره الموقت في عدن إلى العاصمة السعودية الرياض للتشاور مع الرئيس هادي حول بعض الملفات الهامة ومنها ما يتعلق بمشاورات السلام المنعقدة حالياً في الكويت. وأضافت أن بن دغر التقى إثر وصوله الرياض نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، حيث وجهه الأخير «بسرعة تشكيل لجنة لحل مشكلة جرحى تعز عبر وزارة الصحة والجهات المختصة». ميدانياً، اشتدت المعارك أمس بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين والرئيس السابق علي صالح عند المدخل الشرقي لصنعاء في جبال مديرية نهم، كما استمرت المواجهات في جبهات حجة والجوف وتعز بالتزامن مع غارات كثيفة للتحالف العربي على مواقع المتمردين. وأفادت مصادر عسكرية حكومية بأن مقاتلات التحالف العربي دمرت أمس دبابات ومخزن سلاح تابع للحوثيين، واستهدفت مراكز تجمعات لهم ومركز قيادة في جبهة حرض بمحافظة حجة الحدودية في ظل قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين المليشيات وقوات الجيش الوطني. وأضافت أن الغارات طاولت مواقع المتمردين وآلياتهم في مديرية المصلوب في محافظة الجوف وسط معارك بين ميليشيا الحوثيين والقوات الحكومية. وفي جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، أفادت مصادر المقاومة بأن المعارك اشتدت في اليومين الأخيرين على نحو غير مسبوق بين القوات الحكومية وميليشيا المتمردين في منطقتي المجاوحة وبني فرج اللتين يحاول الحوثيون استعادتهما، مشيرة إلى سقوط عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح جراء المعارك وغارات للتحالف استهدفت تعزيزات لهم ودمرت عدداً من آلياتهم العسكرية. وفي جبهات محافظة تعز استمرت المواجهات في أكثر من منطقة، وأفادت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تصدت لهجوم عنيف شنته الميليشيا الانقلابية على مواقع تابعة للجيش في التبة الخضراء القريبة من جبل العروس الاستراتيجي، ومنطقة الشقب، بمديرية صبر الموادم جنوب تعز. وذكرت المصادر أن القوات الحكومية صدت الهجوم الحوثي وتمكنت من تطهير «التبة الخضراء» بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل وجرح عشرات المتمردين إضافة إلى تدمير معدات وعربات عسكرية، في وقت تسبب القصف الحوثي على مناطق «صبر الموادم» وعمليات القنص إلى مقتل امرأة وجرح عدد من المدنيين». على صعيد متصل، أكدت مصادر محلية في محافظة البيضاء أن خمسة مسلحين من قوات الحوثي وصالح قتلوا في مكمن نصبه رجال المقاومة لدوريتهم غرب مدينة البيضاء، وأضافت المصادر أن رجال المقاومة أطلقوا قذيفة «آر بي جي» على دورية المتمردين ما أدى إلى تدميرها كلياً.