تكلّلت عملية إطلاق مركبة الشحن غير المأهولة «دراغون» نحو محطة الفضاء الدولية بالنجاح ليل الأحد - الاثنين، ونجحت أيضاً شركة «سبايس إكس» الأميركية المصممة لهذه المركبة في استعادة الطبقة الأولى من الصاروخ القاذف. وانفصل الصاروخ «فالكون 9» عن منصة الإطلاق كما كان متوقعاً أمس، من قاعدة كايب كانافيرال في فلوريداجنوب شرقي الولاياتالمتحدة، وفق المشاهد التي نقلتها مباشرة الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا). وانفصلت «دراغون» عن الطبقة الثانية للصاروخ بعد 10 دقائق من إقلاعه، وانطلقت في رحلتها إلى المحطة التي تسبح في مدار الأرض، والتي من المتوقع أن تلتحم بها صباح غد بواسطة ذراع آلية. وكان الطابق الأول من «فالكون 9» البالغ طوله 70 متراً، انفصل عن بقية المركبة بعد دقيقتين تقريباً من الإقلاع، ونزل بسرعة إلى الغلاف الجوي، كابحاً سرعة الهبوط بواسطة محركاته التي شغلت لأكثر من ست دقائق. وجرت عملية الهبوط من دون مشكلة، وحطت الطبقة الأولى من الصاروخ على مسافة ثلاثة كيلومترات من منصة الإطلاق وبعد 10 دقائق من إطلاق «فالكون 9». وسبق ل «سبايس إكس» أن أنجزت هذه العملية الدقيقة مرة على اليابسة وثلاث مرات على منصة عائمة في المحيط الأطلسي. ويعول قطاع الفضاء الأميركي على تقنية استعادة الصورايخ القاذفة وجعلها تهبط مجدداً على الأرض، لاستخدامها أكثر من مرة في مهمات فضائية، ومن شأن ذلك أن يقلص كثيراً نفقات الرحلات الفضائية. وتبلغ حمولة «دراغون» طنّين و200 كيلوغرام من المواد الغذائية والمياه والأجهزة واللوازم التي يحتاج إليها الرواد المقيمون في المحطة لإجراء تجاربهم العلمية في ظل انعدام الجاذبية. وهي تشمل جهازاً لتحليل تسلسل الحمض النووي (دي أن إيه) في الفضاء هو الأول من نوعه. ومن الحمولة أيضاً جهاز يركب خارج المحطة ليكون في مثابة مرسى لمركبات الفضاء المأهولة من إنتاج «سبايس إكس» و «بوينغ» التي يرتقب أن تبدأ نقل الرواد من المحطة وإليها اعتباراً من العام 2017.