مع تزايد نفوذ الإسلاميين في سورية، تبنى عدد كبير من المقاتلين المعارضين صفة المشاركين في "الجهاد العالمي"، ما يعقد كثيرا مهمة الغربيين الداعمين "للثورة السورية"، بحسب ما تدل الوقائع ويقول خبراء. وتقول إليزابيث أوباغي واضعة تقرير "الجهاد في سورية" لصالح معهد الدراسات الحربية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له "في إطار الحرب الأهلية من الصعب جدا التمييز بين الإسلاميين المعتدلين والسلفيين الجهاديين". وتضيف أن "ميل الثوار بشكل عام إلى استخدام الرموز الجهادية يؤثر سلبا على رؤيتنا لعقيدتهم وأهدافهم". وتقول أوباغي "بدأ النزاع السوري بانتفاضة مستوحاة من الديموقراطية ضد التسلط، لكن مع الوقت، برزت حركة إسلامية داخل المعارضة"، مضيفة أن "هذه الحركة تعطي دفعا إلى داعمي بشار الأسد وتعقد تدخل الولاياتالمتحدة في النزاع". وهذا الواقع هو احد أسباب إلحاح واشنطن على المعارضة السورية لتتوحد من أجل مواجهة الإسلاميين الذين يشتبه بمحاولتهم "تحويل الثورة عن أهدافها". ولم يعد وجود المقاتلين الأجانب يشكل معيارا للحكم على التوجه الجهادي للمقاتلين من عدمه. فقد دخل سورية عدد كبير من المتطوعين المتعاطفين مع الثورة المتنوعي الجنسيات والانتماءات، من الناشط البسيط المتحمس للربيع العربي إلى الجهادي ويشاهد هؤلاء في مناطق مختلفة من سورية. وإلى جانب "جبهة النصرة"، يمكن إحصاء حوالي عشر مجموعات تقاتل إلى جانب الجيش السوي الحر، ويوحي خطابها وأداؤها بأنها "جهادية" وبينها "صقور الشام" و"لواء الإسلام" و"أحرار الشام" و"كتيبة الأنصار" و"لواء درع الإسلام". ويثير تعدد الألوية والكتائب المقاتلة والأسماء وتعاون المجموعات السلفية مع وحدات مقاتلة علمانية على الأرض ومع المجالس العسكرية التابعة للجيش الحر، الارتباك ويعقد مسالة تحديد انتماء هؤلاء المقاتلين.