أعلنت إسرائيل أمس، أن قوات النظام السوري استخدمت أسلحة كيماوية بهجومين قرب دمشق نهاية الشهر الماضي، كما أعلنت المعارضة في حينه، في وقت وصلت أسلحة جديدة إلى مقاتلين مناهضين للنظام في شمال سورية وقرب العاصمة مع اشتداد المعارك في ريف اللاذقية غرباً، وسيطرة المعارضة على موقع قرب الجولان. (للمزيد) في غضون ذلك، شدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الرياض أمس، على «تضافر جهود المجتمع الدولي للبحث في السبل الكفيلة بمنع ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ومنع تكرار المذابح التاريخية»، منوهاً بانعقاد المؤتمر الدولي لمنع الإبادة الجماعية في بروكسيل. وناشد في هذا الشأن المجتمع الدولي «الوقوف بحزم لمنع ما يتعرض له أبناء الشعب السوري من جرائم إنسانية». وتزامن ذلك مع تركيز دول غربية في مجلس الأمن جهودها على مسألة المحاسبة، في وقت بدأت فرنسا إعداد مشروع قرار يطالب بإحالة الجرائم المرتكبة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال ديبلوماسي معني إن «الموقف الروسي متوقع بمعارضة أي قرار قد يضع النظام السوري في موضع المساءلة القانونية، لكن العمل الآن جار على جمع الأدلة ومن بينها تقارير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار 2139». وأضاف أن بان «كان واضحاً في تحميل النظام السوري مسؤولية عرقلة تطبيق القرار 2139 الذي صوتت روسيا لصالحه، وهو القرار المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ما سيفتح الطريق أمام طرح موضوع المحاسبة في مجلس الأمن كمتابعة لتطبيق قرار صدر بالإجماع». وقدم بان تقريره الأول حول تطبيق القرار إلى مجلس الأمن في 28 الشهر الماضي على أن يقدم تقريره التالي آخر الشهر الجاري. وتقدم المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم، إحاطة إلى المجلس حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، في جلسة ستعقد بطلب من فرنسا. ومهدت فرنسا لهذه الجلسة بتوزيع تقرير التعذيب في السجون السورية كوثيقة رسمية في مجلس الأمن، وهو ما سيبحثه المجلس في الجلسة نفسها أيضاً، في ضوء تقرير أعدته لجنة حقوقية برئاسة دزموند دي سيلفا، المدعي العام السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون حول «التعذيب والإعدام في سجون النظام السوري» وقدمته إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف. على صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن قوات النظام شنت في 27 الشهر الماضي هجومين بالسلاح الكيماوي شرق دمشق، ما أكد إعلان ناشطين سوريين استخدام غازات سامة في منطقتي حرستا وجوبر شرق العاصمة. وجاء كلام المسؤول الإسرائيلي بالتزامن مع لقاء وزير الدفاع موشي يعالون مع صحافيين إسرائيليين أمس، وبالتزامن أيضاً مع إعلان مسؤولين دوليين توقف النظام السوري عن إخراج شحنات الكيماوي إلى اللاذقية غرب البلاد بسبب المعارك الدائرة مع مقاتلي المعارضة وفشل منظمة حظر السلاح الكيماوي في التوصل إلى اتفاق في شأن تدمير 12 موقعاً كيماوياً في سورية. ميدانياً، أظهرت فيديوهات وزعها معارضون وصول أسلحة جديدة إلى مقاتلي المعارضة في شمال سورية وقرب دمشق. وأفادت «الجبهة الإسلامية» بأن مقاتليها دمروا الدبابة الخامسة لقوات النظام في المليحة شرق دمشق، بالتزامن مع بث «حركة حزم» شريطاً أظهر إطلاق مقاتليها صاروخاً أميركياً من نوع «تاو» على دبابة لقوات النظام في ريف إدلب. وأعلن مقاتلو المعارضة أنهم نصبوا مكمنين للجيش النظامي وموالين في منطقتي تشالما و «النقطة 45» في الريف الشمالي في جبل التركمان في ريف اللاذقية غرباً، ما أدى إلى مقتل 37 شخصاً. وأعلنت «جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة «بدء معركة فجر التوحيد نصرة للأنفال» في القنيطرة بين دمشق والجولان، في إشارة إلى الاسم الذي أطلقته المعارضة على معركة ريف اللاذقية الشمالي، وفق«المرصد السوري لحقوق الإنسان». وسيطر مقاتلوها على التل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة. وفي حلب، ذكرت شبكة أخبار «حلب نيوز» أن غرفة عمليات «أهل الشام» أعلنت بدء معركة «الاعتصام بالله» بهدف السيطرة على سوق الجبس ومدرسة الحكمة التي تقع قرب مدفعية الراموسة وتتحصن فيها «ميليشيات عراقية»، وفق المعارضة. وفي حمص بوسط البلاد، قتل الراهب اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت، الذي وصفه الفاتيكان بأنه «رجل سلام»، برصاص مسلح أمام منزله في أحد الأحياء المحاصرة من القوات النظامية السورية في مدينة حمص التي أصر على ملازمتها على رغم الحصار والقصف.