لم يكن الاسم الأكثر تداولاً خلال الأيام الماضية «البوكيمون» جديداً في عالم الألعاب الرقمية، والذي كانت بداياته منذ أكثر من 20 عاماً مضت، وقد خبا نجمه طوال السنوات الماضية بعد أن تصدر قائمة الألعاب التي كانت تُلعب على أجهزة الألعاب القديمة مثال «غيم بوي» ببداية متواضعة اللونين الأبيض والأسود، ومن خلالها نشأ جيل كامل على لعبة «البوكيمون» التقليدية والتي كانت تُلعب على أجهزة الألعاب القديمة. «اللعبة» الأشهر حالياً استنفرت جهات حكومية خليجية، ففي السعودية حذرت إدارة المرور المواطنين من تعريض حياتهم للخطر بسبب لعبة «بوكيمون»، والتي سجلت انتشاراً واسعاً على مستوى العالم خلال أيام، خصوصاً لمستخدمي هواتف أندرويد وآيفون، ونبهت إدارة المرور إلى أن 78 في المئة من حوادث السيارات سببها الأساسي استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وقال «المرور» عبر حسابه على تويتر: «لا تُعرض حياتك الحقيقية للخطر بسبب لعبة أو عالم افتراضي»، مرفقة هذه التغريدة بصورة تحذيرية. وفي الإمارات صدرت تحذيرات لمستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية، من مخاطر لعبة «بوكيمون غو» التي حققت انتشاراً ساحقاً خلال الأيام الماضية على مستوى العالم، إذ نبهت «الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات» في الإمارات، مستخدمي الهواتف الذكية من استغلال «عناصر إجرامية» لألعاب إلكترونية تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي، مثل لعبة «بوكيمون غو»، أما في الكويت فحذر وكيل وزارة الداخلية الكويتية سليمان فهد الفهد من التعامل مع اللعبة أو أي ألعاب أخرى مشابهة، وأكد الفهد أن وزارة الداخلية الكويتية «لن تتهاون في تطبيق القانون على من يباشر تصوير مواقع ومنشآت حيوية محظور تصويرها، كالقصور الأميرية أو المواقع الحكومية والأمنية والعسكرية أو المنشآت النفطية وغيرها من دور عبادة ومساجد ومراكز تسوق أو قواعد ومنشآت أمنية». وتتمحور فكرة اللعبة حول اصطياد «البوكيمونات» التي تظهر ضمن اللعبة، وكلما اصطدت عدداً أكبر من «البوكيمونات» كلما ازداد مستوى اللاعب في اللعبة وحصل على مميزات جديدة، وحققت اللعبة نجاحاً كبيراً في أستراليا ونيوزيلندا والولاياتالمتحدة الأميركية، إذ تصدر قائمة الألعاب الأكثر تحميلاً في متجر تطبيقات آيتونز في الولاياتالمتحدة الأميركية. ويُعتبر اسم اللعبة «بوكيمون»، وهي كلمة يابانية مُركبة، اختصاراً لما يطلق عليه «وحش الجيب»، وهم مجموعة من الوحوش الصغيرة. بمجرد أن أطلقت شركة نينتندو للألعاب الإلكترونية تطبيقها الجديد «بوكيمون غو» حتى حصد الملايين من المستخدمين في العالم، عبر هواتف أندرويد وآيفون، وأصبح التطبيق مركز اهتمام عشاق الألعاب عبر العالم. تسمح اللعبة بالتقاط ومبارزة وتدريب عدد من «البوكيمونات» الافتراضية التي تظهر في العالم الحقيقي باستخدام نظام تحديد المواقع والكاميرا. إذ يضطر لاعب «بوكيمون غو» للنهوض من مكانه والتجول في شوارع وأماكن مختلفة للبحث عن «البوكيمونات» وجمعها، وقد انتشرت اللعبة بشكل كبير حول العالم، وعلى رغم عدم افتتاحها بالشرق الأوسط بعد، إلا أن ذلك لم يوقف المعجبين، فهذا اللاعب المصري يتعجب من منعه من دخول النادي الليلي لوحده قائلاً: «البوكيمون خاصتي على حلبة الرقص، وبينما رحبت هذه الكنيسة في أتلانتا بجامعي «البوكيمون»، إلا أن متحف الهولوكوست أوصى بعدم التقاط «البوكيمون» فيه. وكعادة السعوديين السباقين للحصول على كل جديد في عالم التقنية والترفيه أضحى «بوكيمون» أحد مشاهير الساحة السعودية، إذ لم يكن مجرد لعبة بل وصل الأمر لنظم أبيات الشعر التي تتغنى بفقده والبحث المطول عنه في مختلف الأماكن، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى تحريمها من طريق فتاوى أثارت جدلاً واسعاً في مصر، إذ سارع الأزهر إلى تحريمها، فيما حذرت السلطات من خطرها على الأمن القومي وذلك بسبب هوس الناس بها، والذي قد يؤدي لوقوع عدد كبير من حوادث السير، ومشاكل المرور، بينما تواصل اللعبة التي أطلقتها شركة «نينتندو» للألعاب الانتشار في العالم حتى وصل عدد مستخدميها إلى عدد يفوق مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر». وقال الكاتب والإعلامي جمال خاشقجي، في تغريدة على «تويتر» ساخراً من اللعبة: «انتظروا الجملة على «بوكيمون غو»، وأنها من حروب الجيل الرابع، يعني إيه؟ غير مهم، المهم أنه مصطلح مثير ويخيف الناس، وأنها تهديد للأمن القومي وكذا. اتهامات بأنه من إنتاج الحكومة الأميركية للتجسس جدة - «الحياة» تفوقت لعبة «بوكيمون جو» التي أطلقت الأسبوع الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» في استقطاب المستخدمين في أميركا، محققة أرباحاً وصلت لنحو 1.6 مليون دولار في اليوم، وتصدرت قائمة الألعاب الأكثر تحميلاً في متجر تطبيقات «أبل». وتعتمد اللعبة على تقنية الواقع الافتراضي بفكرة تتركز حول ملاحقة البوكيمونات التي تظهر على شاشة الهاتف الذكي، واصطيادها في أماكن حقيقية حول العالم باستخدام خاصية (GPS). وفي الوقت الذي لم يتم التأكد من أن المخابرات الأميركية (CIA) تقف خلف هذه اللعبة التي اجتاحت العالم، إلا أن مصادر إعلامية في أميركا أشارت إلى وجود علاقة قوية بين الشركة المالكة للعبة «In-Q-Tel» والمخابرات الأميركية، إذ إن مجلس إدارة الشركة يضم أعضاء سابقين في المخابرات الأميركية، وهم: جيلمان لوي وألسوب لوي وبل كروويل. ونقلت شبكة «تيليسور» للتلفزيون عن متحدث لشركة بوكيمون أن لوي قدم تجربته الشخصية للعبة، ودعمها بخبرته في صناعة طائرات (F16)، فيما سيدعمها ألسوب لوي بخبراته في تقنية الألعاب، وتستطيع اللعبة الاطلاع على المعلومات الخاصة بحساب الأفراد المستخدمين في «غوغل»، ما لم يقم المستخدم بتثبيت التحديث الجديد، ومن هنا تكون الحيلولة دون وصول الجهات الاستخبارية لحسابات المشتركين. وأطلقت اللعبة في السادس من تموز (يوليو) الجاري ضمن علامة تجارية جديدة، وحازت «بوكيمون جو» على رضا الملايين الذين حملوها على هواتفهم المحمولة حتى غدت صرعة اجتاحت مختلف أنحاء العالم خلال أيام معدودة، لتصبح اللعبة الأكثر تحميلاً خلال التاريخ الحديث. وعلى رغم المخاوف الأمنية من هذه اللعبة إلا أن المستخدمين يحتفون بها، كونها خلقت عالماً جديداً كلياً في واقع الحياة، والحصول على أصدقاء جدد لممارسة اللعبة أو التشجيع، وخلق صداقات يمكن تقويتها بمجرد اللقاء في العالم الحقيقي.