ارتفعت أمس وتيرة إجلاء الرعايا الأجانب من جوبا عاصمة جنوب السودان، فيما أرسلت الولاياتالمتحدة 47 جندياً لحماية رعاياها وسفارتها وأرسلت أوغندا قوة ضخمة لإجلاء مواطنيها، وسط مخاوف دولية من تجدد القتال. ورفضت الحكومة قرار وزراء خارجية دول أفريقية بضرورة مراجعة تفويض قوات حفظ السلام لتشمل حفظ الأمن في مطار جوبا الدولي. وأمر سلفاكير، الذي استقبل أمس الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري، في بيان حمل توقيعه «بمنح عفو للمتمردين السابقين الذين حملوا السلاح ضد حكومة الوحدة الوطنية». وقال أتيني ويك أتيني، الناطق باسم الرئيس: «هذا هو وقت الديبلوماسية لمحاولة إعادة حكومة الوحدة الوطنية إلى موضعها»، مضيفاً أن سلفاكير «عقد اجتماعاً حكومياً مع بعض أفراد المعارضة لتثبيت الهدنة». وقال القيادي في المعارضة المسلحة وليم إيزيكيل، إن مستقبل الاتفاق مرهون بقرار سيصدر من القيادة العليا للمعارضة المسلحة التي لم تجتمع بعد لبحث التطورات في جوبا. وشدد على أن القرار الذي ستصدره هذه القيادة سيحدد مستقبل اتفاق السلام في جنوب السودان. في المقابل، قال وزير الإعلام مايكل مكوي إن اتفاق السلام لا يزال سارياً ويجري تنفيذه على أرض الواقع، وفرص صموده لا تزال موجودة، مشيراً إلى إن هناك مجموعة لم يسمها، هي وحدها التي تزعم انهيار اتفاق السلام. وأضاف أن الحكومة ستعقد اجتماعات مكثفة خلال الأيام المقبلة من أجل تشكيل آليات جديدة لتنفيذ بنود اتفاق السلام، خصوصاً المسائل المرتبطة بالترتيبات الأمنية. إلى ذلك، أعرب مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة إيرفيه لادسو، عن «قلق بالغ» لدى المنظمة الدولية حيال احتمال تجدد المعارك في جنوب السودان. واعتبر أمام مجلس الأمن أنه «لا يمكن استبعاد وقوع مواجهات جديدة» في جوبا، لافتاً إلى «استنفار» للقوات الحكومية والمتمردين حول منطقتي ملكال ولير». وأكد أمام مجلس الأمن، إن المنظمة الدولية مستعدة للعمل مع الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) بشأن اقتراحها بتشكيل قوة تدخل دولية في جنوب السودان. وكانت «إيغاد» طالبت بإنشاء كتيبة تدخل على غرار قوة قتالية تابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية يتيح لها تفويضها فرض السلام باستهداف فصائل المتمردين المسلحين. وقال لادسو: «الهدف هو تأمين جوبا ومطارها إن أمكن، ليتسنى لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية العمل من دون قلق بشأن الأمور المتعلقة بالأمن». لكن حكومة جنوب السودان رفضت مراجعة تفويض قوات حفظ السلام الدولية لتشمل حفظ الأمن في مطار جوبا الدولي. كما رفضت مطالب بعض القوى السياسية بضرورة إخلاء العاصمة من الوجود العسكري وتسليم مسألة الأمن للقوات الدولية. واعتبر المتحدث الرئاسي أتينغ ويك تسليم مطار جوبا للقوات الأممية تعدياً على الأمن القومي والسيادة الوطنية لجنوب السودان. من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة أرسلت 47 عسكرياً إلى جنوب السودان وأن هؤلاء سيبقون إلى أن يصبح وجودهم غير ضروري، مشيراً إلى أن 130 فرداً آخرين في جيبوتي مستعدون أيضاً لتقديم الدعم عند الضرورة. كما دخلت قافلة عسكرية أوغندية كبيرة مدججة بالسلاح إلى أراضي جنوب السودان أمس، لتأمين الطريق المؤدي إلى جوبا وإجلاء الأوغنديين العالقين. وتألفت القافلة من مئات الجنود والآليات المدرعة وحوالى 50 شاحنة لإجلاء حوالى 3 آلاف أوغندي عالقين في جوبا. كما وصل الى الخرطوم أمس، 72 مواطناً صينياً من بينهم 7 دبلوماسيين تم إجلاؤهم من جوبا.