أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» أمس، أنها أرسلت 40 جندياً إضافياً من مشاة البحرية الأميركية (مارينز) إلى جوبا، للمساعدة في حماية الموظفين والمنشآت الأميركية في عاصمة جنوب السودان، وذلك بناءً على طلب وزارة الخارجية الأميركية، وفق تصريح الناطقة باسم «أفريكوم» النقيب جينيفر ديركز. وأصدر سلفاكير عفواً عن المتمردين السابقين الذين شاركوا في معارك جوبا. في غضون ذلك، بدأت القوات التابعة لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار بالعودة إلى ثكناتها في العاصمة جوبا، في ظل هدوء نسبي خيّم على المدينة أمس، فيما غاب زعيم التمرد السابق عن اجتماع طارئ في القصر الرئاسي لتطبيع الأوضاع الأمنية واضطر سلفاكير لمهاتفته لتثبيت الهدنة، وشهد المطار إجلاء غربيين ورعايا دول. وقال شهود أن حركة نشطة للسكان دبّت في الأسواق وفي وسائل النقل، وأن الهدوء ساهم في عودة نازحين إلى ديارهم في القسم الغربي من المدينة، ولفت الشهود إلى «إغلاق معظم المحال التجارية، واستنفاد بعض السلع الغذائية، الأمر الذي يجعل العيش في جوبا صعباً». ميدانياً، حصلت خروقات لوقف النار عبر اشتباكات محدودة بين الطرفين، فضلاً عن معارك في شرق الاستوائية بين قوات الجيش الأبيض المؤلف من شباب قبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار والجيش الحكومي، كما وقعت اشتباكات في محيط مدينة واو ثاني كبرى مدن الجنوب. وقال ناطق باسم الجيش الشعبي أن 80 في المئة من أفراد الجيش أعادوا أسلحتهم ورجعوا إلى مقار وحداتهم في جوبا، استجابةً لأوامر الرئيس وقائد أركان الجيش. وأعلن عن انتشار كثيف للشرطة العسكرية في جوبا، وجابت دوريات عسكرية الشوارع داعيةً الجنود إلى العودة إلى ثكناتهم. في المقابل، قال الناطق باسم مشار جيمس قديت، أنهم سحبوا قواتهم خارج العاصمة جوبا ولا يخططون لخوض حرب، مشيراً إلى أن الانسحاب هدفه تجنب مزيد من المواجهة مع القوات الحكومية. وأكد قديت أن مشار سيبقى بعيداً عن جوبا حتى إنهاء تفاصيل اتفاق وقف النار. وتابع قائلاً «إنه لن يعود ولا ينظم قواته للحرب»، داعياً إلى نشر قوة من خارج البلاد لتكون بمثابة قوة «عازلة» بين قوات مشار وسلفاكير. وأضاف أن مطالب فريق مشار تتضمن تشكيل قيادة مشتركة وجيش مشترك وشرطة مشتركة لتأمين جوبا، إلى جانب كل المسائل الأخرى التي تم التوصل إليها في اتفاق سلام من دون تنفيذها حتى الآن. من جهة أخرى، أقال سلفاكير، نائب وزير الخارجية شيرينو أيتن، بسبب مشاركته في اجتماعات وزراء خارجية الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا «إيغاد» التي قررت إدخال قوات لحفظ السلام إلى جنوب السودان. وتتحفظ جوبا على توسيع تفويض القوات الدولية الموجودة في العاصمة حالياً، وتوسعتها عبر السماح بإرسال قوات أفريقية، ووضع المطار تحت حمايتها، فضلاً عن قرارات متعلقة بوقف النار. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن سلاح الجو الألماني يقوم حالياً بإجلاء الأجانب الموجودين في جنوب السودان، بعد أن درس مسؤولون خلال الأيام الأخيرة إمكانية مغادرة 100 مواطن ألماني بسلام. وأعلن وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني إجلاء 30 إيطالياً، إضافة إلى عدد من الأوروبيين من جوبا على متن طائرة عسكرية. وأعلنت السفارة الأميركية في جوبا تنظيم رحلات لرعاياها الذين يرغبون في مغادرة جنوب السودان، كما أجلت الموظفين غير الأساسيين. وذكرت مصادر في الحكومة جنوب السودان إرسال إثيوبيا 4 طائرات حربية، فضلاً عن 3 طائرات مدنية لإجلاء الجالية الإثيوبية في جوبا، مؤكدةً أن «الخطوة تمت دون علم الحكومة في جوبا». في تطور آخر، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس أن نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ منغ استدعى سفير جنوب السودان لدى بكين للإعراب لجوبا رسمياً عن احتجاج بلاده على الهجوم الذي حصل ضد قوات حفظ السلام الدولية والذي لقي خلاله 2 من أفراد البعثة الصينية لحفظ السلام مصرعهم وأصيب 5 آخرون، 2 منهم يعانيان إصابات بالغة. أما في الخرطوم، فكشف مسؤول الجنوب في حزب المؤتمر الوطني الحاكم سيف الإسلام خلال ندوة أمس، أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما طلبت من الخرطوم لعب دور أكبر في استقرار الجنوب، مؤكداً أن السودان سيكون ضمن قوات شرق افريقيا التي يتوقع نشرها في الجنوب، رافضاً اتهامات بأن السودان يشكّل ملاذاً آمناً لمشار.