سيول، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعلنت كوريا الشمالية أمس إنها ستشن «حرباً مقدسة» على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية «عند الضرورة» بالاعتماد على قوتها النووية الرادعة، وذلك رداً على المناورات العسكرية «الطائشة» التي يبدأها البلدان الحليفان اليوم. واعتبرت أن المناورات تخالف روح بيان الأممالمتحدة الذي دعا إلى الحوار لتخفيف التوتر. وكانت بيونغيانغ تعبّر عادة عن غضبها الشديد عندما كان الحليفان يجريان مناورات. لكن مسؤولين أميركيين توقعوا حصول استفزازات أكبر خصوصاً في ظل سعي الشمال لإيجاد قوة دفع سياسية لنقل مقاليد السلطة إلى نجل الزعيم الشمالي كيم جونغ ايل. وهددت كوريا الشمالية باللجوء الى «ردع نووي قوي». ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ليل الجمعة - السبت عن لجنة الدفاع الوطني التي يرئسها كيم جونغ ايل أن بلاده مستعدة «لحرب انتقامية». وأعلنت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية انهما ستجريان تدريبات بحرية مشتركة اعتباراً من اليوم لردع أي سلوك «عدواني» من جانب بيونغيانغ. وقالت لجنة الدفاع الوطني أن «كل هذه المناورات ليست سوى استفزازات واضحة تهدف إلى عرقلة اهداف (كوريا الشمالية) بقوة السلاح». وأضافت ان «الجيش والشعب في الجمهورية الشعبية الديموقراطية في كوريا سيردان بطريقة شرعية وقوة الردع النووي القوية التي يملكانها على أوسع تدريبات حربية نووية تقوم بها الولاياتالمتحدة وقوات دميتها الكورية الجنوبية». وقررت سيول وواشنطن تنظيم عشر مناورات بحرية في الأشهر المقبلة من أجل توجيه «رسالة قوية» إلى بيونغيانغ. وتحمّل الحليفتان كوريا الشمالية استناداً الى خلاصات تقرير دولي مسؤولية غرق البارجة شيونان الكورية الجنوبية في أواخر آذار (مارس) ما أدى إلى مقتل 46 بحاراً. ونفت بيونغيانغ ضلوعها في الحادثة واعتبرت المسألة مؤامرة دبرتها سيول وواشنطن ضدها. وأعربت الصين حليفة النظام الشيوعي الشمالي عن «قلقها»، معتبرة أن المناورات قد تضاعف «التوتر الاقليمي». غير ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أشار إلى أن التمارين مهمة لإظهار «تصميمنا على رفض التعرّض للترهيب». وتستمر المناورات الأولى حتى الأربعاء المقبل ويشارك فيها 8 آلاف أميركي وكوري جنوبي ونحو 20 سفينة وغواصة من بينها حاملة الطائرات «جورج واشنطن» التي تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى 200 طائرة بما فيها الأميركية «أف-22»، بحسب بيان للجيش الأميركي. وتوعدت كوريا الشمالية أول من أمس برد عملي على العقوبات التي قررت الولاياتالمتحدة فرضها عليها في اعقاب غرق البارجة شيونان. وقال ري تونغ ايل الناطق باسم الوفد الكوري الشمالي خلال المؤتمر الأمني المنعقد في هانوي: «سيكون هناك رد فعل ملموس على الخطوات التي فرضتها الولاياتالمتحدة، عسكرياً». من جهتها، أكدت واشنطن أنها غير راغبة في الدخول في «حرب كلامية» مع بيونغيانغ. وأوضح بي. جيه كراولي الناطق باسم الخارجية الأميركية: «ما نحتاجه من كوريا الشمالية هو قليل من الكلمات الاستفزازية ومزيد من العمل البنّاء». يذكر أن كوريا الشمالية دعت لاستئناف المحادثات السداسية في شأن نزع السلاح النووي التي قاطعتها منذ أواخر عام 2008. وهي خطوة قال محللون إنها محاولة لتجاوز حادث البارجة شيونان والظفر بمساعدات سخية من خلال اتفاق مع كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا والصين. وجددت بيونغيانغ أمس إستعدادها لإجراء محادثات مع القوى الإقليمية واتخاذ خطوات قوية ملموسة ضد أي عقوبات. وقال ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية: «إذا شهرت الولاياتالمتحدة السيف في وجهنا فسنشهر السيف في وجههم وهذه هي طريقة ردنا. نحن مستعدون للمحادثات وللحرب على حد سواء. لن نكون نحن من يُفاجأ بتهديدات عسكرية أو عقوبات».