نيو أورلينز (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - أجبر وصول العاصفة الاستوائية «بوني» إلى خليج المكسيك المجموعة النفطية البريطانية «بريتش بتروليوم» (بي بي) على تعليق عملها في البئر المنفجرة التي تسببت بالبقعة النفطية، فيما غادرت فرق مكافحة التلوث المنطقة. وأعلنت «بي بي» أنها علقت موقتاً «نشاطاتها حول موقع البئر» التي سبب تسرب النفط منها أسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأوضح الأميرال ثاد ألن الذي كلفته الإدارة الأميركية الإشراف على مكافحة البقعة النفطية أن السفن الراسية فوق البئر وبئري التصريف لن تبتعد عن المنطقة «أكثر من 48 ساعة» إذا كانت هناك «ضرورة لإجلائها». وقال إن مهندسين يعملون على منصتين لحفر بئري الإنقاذ وسفينة متصلة بالتسرب فك وصلات الربط بالآبار «لكنهم لم يغادروا المنطقة بعد». وأوضح أن السفن التي تُحرَّك منها الروبوتات تحت الماء وأجهزة القياس السمعية ورصد الزلازل، يمكن أن تبقى في المنطقة «إذا سمحت الظروف بذلك». وفي حال أُجلي المهندسون، لن يملكوا أي إمكانية لمتابعة وضع التسرب تحت الغطاء. وضعفت «بوني» بعد ظهر أول من أمس لتتحول منخفضاً استوائياً عندما وصلت إلى جنوب فلوريدا ترافقها رياح تبلغ سرعتها 55 كيلومتراً في الساعة. إلا أن مركز مراقبة الأعاصير الأميركي أكد أن «بوني» يمكن أن «تصبح مجدداً عاصفة استوائية بعد وصولها إلى خليج المكسيك» ليلاً. وذكر ألن و «بي بي» أن البئر أُغلقت منذ ثمانية أيام وستبقى كذلك طوال حدوث العاصفة التي بلغت موقع الكارثة أمس. واعترف بأن إجلاء العاملين في الموقع «يمكن أن يؤخر الجهود الهادفة إلى سد البئر نهائياً والتي تجري منذ أيام». وكانت السلطات الأميركية أعلنت أن سحب السفن والمهندسين الذين يعملون على تطبيق حلول تهدف إلى وقف التسرب نهائياً سيؤخر هذه العمليات لأسبوعين. وتقضي هذه العمليات بحفر بئرين للإنقاذ وضخ مزيج من المواد السائلة والصلبة ثم الإسمنت في البئر مباشرة. وليل أول من أمس زارت ميشال أوباما، زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما، باسكاغولا في ميسيسيبي، إحدى الولايات الخمس المتضررة بالبقعة النفطية. وقالت: «تلقينا أخباراً جيدة. توقف التسرب، وعمليات التطهير تتقدم، لكن الأمر لم ينته تماماً». وأكدت السيدة الأميركية الأولى أن «الإدارة الأميركية ستقف إلى جانب الولايات الواقعة على خليج المكسيك» حتى انتهاء الكارثة. وعلى صعيد التحقيق في أسباب البقعة السوداء، أكد موظف سابق أن الإنذار الذي كان يُفترض أن ينبه العاملين على المنصة النفطية في خليج المكسيك إلى تجمع للغاز في البئر سبب الانفجار وغرق المنصة عُطِّل قبل أشهر من الكارثة. ولفت مايك وليامز، وهو كبير الفنيين الإلكترونيين على المنصة، في إفادة تقدم بها إلى السلطات الأميركية بهدف تحديد أسباب الانفجار، إلى أن جهاز الإنذار كان مزوداً بأضواء وأجراس من أجل التنبيه في حال حريق أو مستوى غير طبيعي من الغازات السامة أو المتفجرات. وأكد وليامز الذي نجا من انفجار المنصة في 20 نيسان (أبريل) الماضي أن اللاقطات كانت تعمل لكنها لم تُبرمج لإطلاق إنذار في الحالات الطارئة. وأسفر الحادث عن سقوط 11 قتيلاً. وأكد وليامز أن مسؤولين على المنصة التي تستثمرها «بي بي» طلبوا تعطيل الإنذار لأنهم «لا يريدون إيقاظ الناس في منتصف الليل من أجل إنذارات خاطئة». وتابع أنه أشار قبل سنة إلى أن أجهزة الإنذار على المنصة لا تعمل. واعترضت «ترانس أوشن»، الشركة المالكة للمنصة، على شهادة وليامز، مؤكدة أن برمجة الإنذار كانت «متعمدة» ومطابقة لما يطبَّق في البحار. وأضافت في بيان: «لم يكن الأمر ناجماً عن نسيان في مجال السلامة أو من أجل الراحة». وأوضحت أن المنصة «كانت مزودة بمئات من أجهزة الإنذار الفردية التي تكشف الحرائق أو الغازات واختُبرت كلها وكانت في شروط جيدة وتخضع للمراقبة من الجسر».