صدت القوات الموالية للحكومة اليمنية أمس هجمات ضارية لمسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في جبهات حجة وتعز ونهم ومأربوالجوف وسط غارات لطيران التحالف العربي استهدفت تعزيزات للمتمردين ومخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المسلحين. وأكدت مصادر ل «الحياة» أن طائرات التحالف دمرت موقعاً حدودياً كان يطلق منه المسلحون الحوثيون قذائفهم وقتلت عدداً منهم، كما تمكنت المقاومة الشعبية من صد هجوم واسع على ميدي، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وتقدمت باتجاه حرض لتحريرها من الحوثيين وقوات صالح. وأكّد مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية ل «الحياة» حدوث خلافات بين الحوثيين وصالح من جهة وبين صالح وقيادات في حزب «المؤتمر الشعبي» من جهة أخرى، في أعقاب زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي محافظة مأرب، وشدد المصدر على أنه سيتم الإعلان خلال أقل من شهر عن ساعة الصفر لاستعادة صنعاء من الانقلابيين، وأن ألوية عسكرية مدعومة بإمدادات من قوات التحالف العربي تستعد للزحف من مأرب باتجاه العاصمة. ووصل إلى الرياض أمس مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي في مسعى لإنعاش مسار مشاورات السلام بين الحكومة والانقلابيين المقرر استئنافها في الكويت منتصف الشهر الجاري أملاً في التوصل إلى اتفاق سلام شامل. وغداة زيارة هادي إلى مأرب وتلويحه بعدم العودة إلى المفاوضات إذا أصرت الأممالمتحدة على فرض رؤيتها لتشكيل حكومة توافقية ضمن خريطتها للحل، اتهم الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم المفاوض محمد عبد السلام الجانب الحكومي بعدم الجدية في تحقيق السلام ومحاولة عرقلة المشاورات مؤكداً التزام جماعته بالعودة إلى المشاورات في الوقت المحدد لاستئنافها. وأوضح المصدر الرئاسي اليمني في اتصال مع «الحياة» أن قيادات في حزب «المؤتمر» اعتبرت زيارة هادي لمأرب هزيمة لحزبهم، مؤكدين أن وجوده في المحافظة يعتبر انتصاراً للحكومة الشرعية، وإشارة إلى بسط نفوذها على المحافظة، وأشار المصدر إلى أن المؤسسات الإعلامية التابعة للحوثيين وصالح كانت تزعم أن الانقلابيين يسيطرون على مأرب، إلا أن الزيارة أسقطت أوهامهم، ما أدى إلى حدوث تلك الانقسامات، وأضاف ان الخلافات بين علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي في تزايد، خصوصاً بعد التصريحات المتكررة التي يطلقها صالح، والتي يرى الحوثيون أنها لا تخدم قضيتهم في شرعنة الانقلاب وبسط نفوذهم وفق الأساليب التي يتبعونها. وأكّد المصدر الرئاسي أن زيارة هادي إلى مأرب مهّدت لعملية استعادة صنعاء، والتي تحدث عنها هادي خلال الزيارة، مشيراً إلى أنه خلال أقل من شهر ستعلن ساعة الصفر لاستعادة العاصمة بعد تنسيق حشود عسكرية ستنطلق من محافظة مأرب، وبغطاء من قوات التحالف، مشدداً على أنه من المتوقع أن تساهم القبائل التي انضوت تحت لواء الشرعية إلى استعادة العاصمة وسيطرة الحكومة الشرعية عليها. وأشار إلى أن عدداً من القبائل بدأ في الدخول تحت لواء الشرعية، كقبائل عبيدة، وآل جلال، وجزء كبير من قبائل خولان. وحول علاقة الحكومة الشرعية بقبائل شمال اليمن، أكّد أن عدداً من تلك القبائل التي تقع ضمن «الحزام القبلي» المحيط بالعاصمة بدأ العودة تحت لواء الشرعية، ويتم التواصل والتنسيق في شكل مستمر معهم، خصوصاً من طريق نائب الرئيس علي محسن الأحمر. في غضون ذلك، أكدت مصادر الجيش الوطني أنها صدت هجوماً عنيفاً لقوات المتمردين في جبهة «حرض - ميدي» شمال غربي محافظة حجة الحدودية، وأفادت المصادر بأن أكثر من 30 حوثياً قتلوا إضافة إلى جرح العشرات خلال عملية صد الهجوم. وأضافت أن قوات الجيش الوطني ردت بهجوم معاكس، وتمكنت من السيطرة على مواقع جديدة كان الحوثيون يسيطرون عليها. كما دمرت طائرات التحالف مخزناً لألغام المليشيات وسط مدينة حرض إضافة إلى منصة إطلاق صواريخ «كاتيوشا» واستهدفت مواقع بالقرب من منطقة «مزارع نسيم» شرق مدينة ميدي المجاورة. وفي جبهة نهم (70 كلم شمال شرقي صنعاء) أفادت المصادر بأن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة وأسرت نحو 15 مسلحاً في منطقة «المجاوحة» مع استمرار القصف المتبادل بين الطرفين. وفي الأثناء ضرب طيران التحالف تعزيزات للمتمردين ومنصات إطلاق صواريخ بالستية في منطقة بني بهلول بمديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس السابق علي صالح، كما استهدفت مواقع الميليشيا في صرواح غرب مأرب وفي الجوف وفي حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران شمال صنعاء. وفي مأرب اعترضت الدفاعات الجوية للتحالف صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون باتجاه منطقة صافر النفطية جنوب سوق محافظة مأرب، وأكدت مصادر عسكرية أنه تم تفجير الصاروخ قبل بلوغه هدفه.