قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر من المعارضة السورية إن قواتها شنت هجوماً داخل المنطقة الأثرية وسط حلب اليوم (الإثنين) رداً على هجوم قطع طريقاً رئيساً يؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة. وجاء الهجوم الذي شمل قصفاً لأحياء تسيطر عليها قوات النظام السوري، واشتباكات شوارع عنيفة بعد أيام من تقدم القوات الحكومية نحو طريق الكاستيلو. ويعتمد مقاتلو المعارضة على هذه الطريق للإمدادات والدخول إلى مناطقهم، التي يعيش فيها 250 ألف شخص على الأقل وقطعها يضعها تحت الحصار في شكل فعلي. وفي حال السيطرة على حلب، سيشكل ذلك نصراً استراتيجياً للنظام السوري الذي يسيطر على غالبية مناطق غرب البلاد ذات الكثافة السكانية المرتفعة، باستثناء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب وإدلب وبعض الجيوب في مناطق أخرى غرب سورية. وقال «المرصد» إن قوات المعارضة أطلقت أكثر من 300 قذيفة في وقت مبكر صباح اليوم على الأحياء الغربية في حلب التي يسيطر عليها النظام، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة حوالى 12 آخرين. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن ثمانية أشخاص قتلوا وتهدمت مبانٍ جراء القصف. وأفاد مراسله أن قتالاً عنيفاً دار منذ الصباح، وأن الجيش صد هجمات المعارضة ما تسبب في قتل عدد كبير من المقاتلين. وأضاف المرصد إن المقاتلات السورية قصفت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، وقالت محطة تلفزيونية موالية لدمشق إن الطائرات الروسية الداعمة للنظام قصفت مناطق شمال المدينة قرب طريق الكاستيلو. وقال بيان صادر عن المكتب السياسي ل«الجبهة الشامية» وهي إحدى جماعات مقاتلي المعارضة أمس إن تقدم الحكومة قرب الطريق جاء بدعم من حلفائها من جنسيات عدة، وبغطاء جوي روسي وبكثافة نيران غير مسبوقة. من جهته، قال «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام على عدة جبهاتٍ في سورية، إنه يعتبر حلب المعركة الأهم في سورية وتوازي في أهميتها الدفاع عن دمشق. وقُتل مئات من مقاتلي الحزب في الصراع. وقال مصدر أمني إن قيادياً آخر من القيادات المتوسطة يدعى سمير عوادة قتل في الأيام القليلة الماضية. ووقعت أعمال العنف الأخيرة خلال تهدئة لمدة 72 ساعة على مستوى البلاد أعلنها الجيش السوري. لكن المرصد يقول إن وقفاً سابقاً لإطلاق النار كان خدعة وتم استغلاله لشن الهجوم على طريق الكاستيلو.