نجامينا، الخرطوم، أمستردام - رويترز، أ ف ب - وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى تشاد أمس الأربعاء في أول مرة يزور فيها بلداً كامل العضوية في المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. واستقبل الرئيس التشادي إدريس دبي الرئيس البشير لدى وصوله إلى مطار نجامينا. وقال مسؤولون سودانيون إنهم واثقون من أن دبي لن يسلّم البشير إلى المحكمة التي تتهمه بالمسؤولية عن جرائم قتل واغتصاب وتعذيب في إقليم دارفور. وقالت المحكمة الجنائية أمس أن تشاد ملزمة القبض على الرئيس السوداني لأنها من الدول الأعضاء في المحكمة. وقال ممثل المحكمة فادي العبد الله: «العنصر الأساسي في ما يخص تشاد وكل الدول الأخرى الأعضاء في المحكمة هو تنفيذ قرارات القضاة والتعاون مع طلب القبض على أي شخص». وفي الإطار نفسه، قالت جماعة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن على تشاد أن تلقي القبض على الرئيس السوداني وتسلمه إلى المحكمة الجنائية. وقالت ايليز كيبلر المستشارة البارزة لبرنامج العدالة الدولية في «هيومان رايتس ووتش»: «تجازف تشاد بأن توصم بأن تكون أول دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية تستضيف شخصاً تشتبه المحكمة بأنه مجرم حرب». وتفتقر المحكمة الجنائية الدولية إلى قوة شرطة لتنفيذ قرارتها وتعتمد على الدول الأعضاء في القبض على المطلوبين الهاربين. وتطلب المحكمة أيضاً إلقاء القبض على وزير دولة وزعيم ميليشيا في دارفور لكن الخرطوم رفضت تسليمهما. وسلم ثلاثة من متمردي دارفور تريد المحكمة القبض عليهم أنفسهم إلى المحكمة ومقرها لاهاي. ووقعت الخرطوم النظام الأساسي الذي أنشئت بموجبه المحكمة الدولية لكنها لم تصدق عليه وترفض الاعتراف بسلطة المحكمة. واتهم الاتحاد الأفريقي المحكمة باستهداف القارة وأوصى الدول الأفريقية بعدم التعاون معها. وتوترت العلاقات بين تشاد والسودان منذ حمل متمردو دارفور السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الخرطوم بإهمال المنطقة. وينتمي كثير من المتمردين لقبيلة الزغاوة التي ينحدر منها الرئيس التشادي إدريس دبي. لكن الدولتين وقعتا هذا العام اتفاقاً يقضي بأن تكف كل منهما عن دعم المتمردين على الدولة الأخرى والقيام بدوريات مشتركة على الحدود واستئناف العلاقات الديبلوماسية. وقال مصدر في الرئاسة السودانية ل «رويترز» قبل الزيارة: «لو كان هناك شك نسبته واحداً في المئة في شأن (الرئيس التشادي) دبي لما سمحنا للبشير بأن يذهب». وذكرت مصادر رئاسية أن من المقرر أن يحضر البشير قمة الساحل والصحراء في نجامينا. وطرد السودان اثنين من أبرز متمردي تشاد هما محمد نوري وتيمان ارديمي الثلثاء، ويُعتبر هذا تنازلاً أخيراً لتعزيز العلاقات قبل الزيارة.