اعتبر السفير الأميركي الجديد في بغداد جيمس جيفري أن النظام الإيراني يسعى إلى «الوصول إلى عراق ضعيف سياسياً والعمل على إضعاف التأثير الأميركي». وأكد أن «آلة إيرانية استخباراتية وديبلوماسية ضخمة تعمل لتحقيق هذا الهدف داخل بغداد وخارجها». وتحدث جيفري الذي كان قائماً بالأعمال في السفارة الأميركية في بغداد في 2005 قبل أن يتولى الملف العراقي في الخارجية ثم يعيّن سفيراً لدى أنقرة، بإسهاب عن دور إيران وتطلعاتها في العراق خلال جلسة المصادقة على تعيينه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وقال: «انطباعنا العام أن الإيرانيين يريدون عراقاً ضعيفاً يكون للشيعة دور كبير فيه، كما يريدون أن يضمنوا عدم عودة البعثيين إلى السلطة، ويريدون نفوذاً سياسياً وأمنياً فوق الأحزاب والنظام العراقي، وهم ربما يريدون أن يروا تأثيرنا يتلاشى قدر الإمكان». وأضاف أن «طهران لديها آلة ديبلوماسية واستخباراتية ضخمة في بغداد وأماكن أخرى»، مؤكداً «وجود تحركات كثيفة لقوات القدس في الأراضي العراقية، إضافة إلى تزويد إيران بعض المجموعات المال والسلاح وتدريبها لتهاجمنا». وحذر من أن إيران «تريد فرض نفوذها على العراق»، مشدداً على أن «الطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي في استكمال تعاضد العراق مع دول المنطقة وتقوية بنيته السياسية والاقتصادية». ودعا جيفري إلى «حكومة عراقية واثقة من نفسها تشمل جميع الأطراف». وحين سُئل عن التعاطي مع القيادي الشيعي مقتدى الصدر وجماعته، أجاب بأنه تواصل مع ممثلي الصدر في البرلمان العراقي والحكومة سابقاً «باعتبارهم ضمن النظام السياسي». وشدد جيفري الذي في حال الموافقة على تعيينه سيكون خلفاً لكريستوفر هيل، على «أهمية تقوية العلاقة بين العراق وجيرانه وتحسين علاقة بغداد بدمشق». وأشار إلى أن «نسبة تسلل المتمردين من سورية انخفضت في شكل كبير، انما لم تتوقف بالكامل». وعلى عكس سلفه هيل، يحظى جيفري بخبرة طويلة في الشرق الأوسط إذ أنه إضافة إلى عمله في العراق وتركيا، خدم أيضاً في السفارتين الأميركيتين في الكويت وتونس، كما أن له علاقة قوية بالقيادة العسكرية، كونه كان عسكرياً سابقاً في فيتنام. وهو يتقن اللغات التركية والألمانية والفرنسية.