كابول، لندن - أ ب، أ ف ب، رويترز - في وقت تعهد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، خلال افتتاحه مؤتمر الدول المانحة الذي حضره ممثلو 70 بلداً في كابول أمس، ضمان تولي حكومته مسؤولية الأمن بحلول العام 2014، قتل جندي أفغاني منشق مدنيين أميركيين اثنين وجندياً أفغانياً قبل أن يُقتل بدوره في تدريب عسكري قرب مدينة مزار الشريف (شمال)، ما شكل الحادث الثاني من نوعه خلال أسبوعين ودليلاً جديداً على خرق حركة «طالبان» صفوف القوات الحكومية. ورافقت تهديدات الحركة المؤتمر عبر اطلاق قذائف سقطت قرب موقع انعقاده، واضطرت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيري خارجية السويد كارل بيات والدنمارك لين اسبرسن إلى تغيير وجهة وصول طائراتهم. وأكد كارزاي انه مصمم على تحمّل القوات الأفغانية مسؤولية العمليات العسكرية وتطبيق القانون في بلاده بحلول العام 2014، لكن تساؤلات كثيرة تطرح حول قدرة هذه القوات على تولي المهمات الامنية بعد انسحاب القوات الاجنبية، علماً ان الولاياتالمتحدة تعتزم بدء سحب وحداتها في تموز (يوليو) 2011. ويعتبر هذا الهدف صعباً، اذ حقق متمردو «طالبان» نجاحات ميدانية خلال السنوات القليلة الماضية، على رغم وجود أكثر من مئة الف جندي أجنبي، ثلثاهم من الأميركيين. وهم أطلقوا ليل الاثنين - الثلثاء قذائف سقطت على بعد كيلومترات من مكان انعقاد المؤتمر وفي محيط مطار كابول، من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا، لكنها اضطرت بان والوزيرين بيات واسبرسن الى تغيير وجهتهم. وصرح بيات بأنه أرغم مع بان ومرافقيهما على تحويل مسار رحلتهم الى القاعدة العسكرية الأميركية في باغرام، قبل أن ينقلوا على متن مروحيات من طراز «بلاك هوك» إلى كابول قرابة الرابعة فجراً، أي قبل ساعات قليلة من افتتاح المؤتمر. أما طائرة اسبرسن فحطت في كازاخستان المجاورة. وفي مدينة مزار الشريف (شمال)، قتل جندي افغاني يعتقد بأنه يشرف على تدريب جنود، مدنيين أميركيين اثنين وجندياً أفغانياً في منطقة تدريب على الاسلحة. وقال الجيش الاميركي انه يجري تحقيقاً مشتركاً مع القوات الافغانية لتحديد الظروف المحيطة باطلاق النار، علماً ان الحادث حصل بعد اسبوع على قتل جندي منشق آخر ثلاثة عسكريين بريطانيين أحدهم ضابط برتبة رائد، قبل ان يفر. كذلك، يشكك الغرب في قدرة كابول على ادارة بلايين الدولارات من المساعدات الدولية المخصصة للتنمية، والتي سيقرر المؤتمر في بيانه الختامي اليوم رفع نسبة سيطرة كابول عليها الى 50 في المئة. وأعلن الرئيس الافغاني ان بلاده تملك تمويلاً كافياً للسنوات الثلاث المقبلة، موضحاً أن تعزيز سيطرة حكومته على مبلغ 13 بليون دولار من المساعدات الدولية سيعزز التأييد الشعبي لمشاريع التنمية، والذي يندرج في صلب الاستراتيجية الاميركية الجديدة في أفغانستان من أجل تفادي عودة البلاد إلى العزلة بعد انسحاب القوات الاجنبية، كما حصل في ثمانينات من القرن العشرين، ما سمح بسيطرة «طالبان» على البلاد. وأيّد المؤتمر أيضاً خطة كارزاي لإعادة دمج حوالى 36 ألفاً من مقاتلي «طالبان»، وفتح باب الحوار مع القادة المعتدلين في الحركة. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المؤتمر بأنه «منعطف في تاريخ أفغانستان، مع تبني كابول خطة مستقبلية لم نشهد مثيلاً لها في السابق»، مؤكدة أن «العملية الانتقالية للمسؤوليات الامنية مهمة للغاية، ولا يمكن ان نسمح بتأجيلها الى أجل غير مسمى، لذا كثفت واشنطن جهودها لتدريب الجيش والشرطة الافغانيين». في المقابل، حذر وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي خلال المؤتمر ذاته من أن ارسال قوات أجنبية اضافية الى افغانستان «سيزيد الوضع سوءاً، ويمنع أي تغيير ايجابي في المستقبل المنظور». وزاد: «الواضح ان زيادة عدد القوات الاجنبية وعملياتها العسكرية لم تسهم في تسوية المشكلة بل زادت درجة العنف»، في اشارة الى قرار الرئيس الأميركي باراك اوباما في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ارسال 30 الف جندي إضافي إلى أفغانستان.