واشنطن، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» امس، ان العالِم الايراني شهرام اميري الذي عاد الى بلاده الخميس بعدما اتهم الولاياتالمتحدة بخطفه ونقله الى اراضيها حيث أمضى 14 شهراً، عمل لسنوات «مخبراً» في ايران لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، وزوّدها معلومات حول البرنامج النووي لطهران. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين ان «أميري شرح لضباط في الاستخبارات الاميركية تفاصيل حول كيفية تحوّل جامعة طهران الى مركز القيادة السري للجهود النووية الايرانية». اضاف هؤلاء ان اميري «كان أثناء وجوده في ايران، أحد مصادر تقويم الاستخبارات القومية الاميركية عن البرنامج النووي الايراني، الذي صدر عام 2007 وأثار جدلاً كبيراً». وخلص هذا التقرير الى ان طهران أوقفت عام 2003 العمل على تصميم رأس نووي. لكن تقريراً جديداً للاستخبارات القومية أُرجئ نشره مراراً هذا العام، يُرجّح ان يتراجع عن بعض النتائج التي خلص إليها التقرير السابق، من بينها ان الاستخبارات الاميركية تعتقد الآن ان طهران استأنفت العمل على انتاج رأس نووي، لكن في سرعة اقل من السابق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي ان اميري «قدم لسنوات معلومات مهمة وأصلية في شأن جوانب سرية للبرنامج النووي الايراني». واشارت الى امتعاض مسؤولين اميركيين من تخلي اميري عن برنامج يضمن له هوية جديدة ومنافع بقيمة 5 ملايين دولار، معتبرين انه يسعى من خلال اتهامه الولاياتالمتحدة بخطفه ونقله الى اراضيها، الى انقاذ نفسه مما ينتظره في ايران. وقال مسؤول أميركي: «أمن (اميري) يتعلّق بتمسكه بقصته الملفقة عن تعرّضه لضغط وتعذيب. تحديه يكمن في محاولة اقناع اجهزة الامن الايرانية بأنه لم يتعاون مطلقاً مع الولاياتالمتحدة». واشارت «نيويورك تايمز» الى ان أميري استقر في ولاية أريزونا، مشيرة الى ان من غير الواضح إذا كان حاول أن يجلب زوجته وابنه معه إلى الولاياتالمتحدة. واميري كان متخصصاً في قياس المواد المشعة، ويُعتقد أنه لم يؤدِ دوراً في البرنامج النووي الايراني. لكنه عمل في جامعة مالك أشتر المرتبطة ب «الحرس الثوري»، والتي يعتبرها مسؤولون اميركيون واجهة أكاديمية للهيئة المسؤولة عن تصميم اسلحة ورؤوس نووية، كما اوردت الصحيفة. في غضون ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» ان الايرانيين بدأوا يشعرون بالأثار السلبية للعقوبات المفروضة على بلادهم، خصوصاً لجهة ارتفاع اسعار المواد الغذائية وإيجارات السكن. واشار رجل الاعمال حبيب رستمي الى إنه اضطُر الى إغلاق شركته لاستيراد الأغذية، بسبب القيود المفروضة على القطاع المالي الإيراني.