اتهم تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية»، تشاد المجاورة، بنشر قوة ضخمة معززة بمدرعات ومدفعية ثقيلة في ولاية شمال دارفور، مستهدفة قوات التحالف الذي تضم حركات دارفور الرئيسية الثلاث و «الحركة الشعبية- الشمال». وحمّلت «الجبهة الثورية» في بيان باسم نائب رئيس الجبهة ورئيس قطاع الإعلام التوم هجو، الحكومة السودانية مسؤولية «المهانة التي لحقت بالسودان وشعبه جراء تفريطه في سيادة البلاد وعزة شعبها». واعتبر دخول القوات التشادية إلى الأراضي السودانية والوقوف إلى جانب النظام الحاكم بالتزامن مع تنظيم ملتقى «أم جرس» للسلام في دارفور، غطاء لحملة عسكرية وتهجير قسري وتشريد يجعل القوات التشادية شريكاً أصيلاً في أي انتهاكات تقع في دارفور، مما يضعها تحت طائلة القانون الجنائي الدولي. وأضاف البيان أن التدخّل العسكري للنظام التشادي سيزيد الوضع في دارفور تعقيداً، ويجعل الوصول إلى تسوية سلمية بين أطراف الصراع أمراً أقرب إلى الاستحالة. وطالبت «الجبهة الثورية» نظام تشاد بالسحب الفوري لقواته من الأراضي السودانية، كما طالبته باحترام سيادة السودان وحرمة أراضيه. إلى ذلك أعلنت «حركة العدل والمساواة» في دارفور أن زعيمها جبريل إبراهيم التقى الرئيس التشادي أدريس ديبي بطلب منه في العاصمة الفرنسية باريس ليل السبت. وقال الناطق باسم الحركة بلال آدم إن جبريل إبراهيم التقى ديبي تلبية لرغبة أهل دارفور الذين اجتمعوا في منطقة «أم جرس» التشادية الأسبوع الماضي في حضور ديب والرئيس عمر البشير. وذكر أن جبريل أبلغ الرئيس التشادي أن حركته مع السلام والحل السلمي المتفاوض عليه، غير أن السلام لا يصنع من طرف واحد، واتهم النظام الحاكم بأنه لم يتخذ بعد قراراً جدياً للسير في طريق السلام الشامل والمستدام، ويبحث عن صفقات جزئية تحقق مصالح آنية لبعض الأفراد. وأضاف آدم أن قرار الحكومة المعلن حتى الآن، هو القضاء على «حركة العدل والمساواة» وليس التصالح معها، في إشارة إلى تصريح المدير العام لجهاز الأمن الفريق محمد عطا المولى أمام قادة الأجهزة الأمنية في منظمة دول البحيرات في الخرطوم الخميس الماضي. وذكر أن الاتفاقات والحلول الجزئية والثنائية أثبتت فشلها ولم تعد مجدية، مطالباً بحل شامل لقضية السودان، مشيراً إلى أن قبول الحكومة بالحوار الوطني «على استحياء»، هو إقرار ضمني بفشل الحلول الجزئية. وطالب آدم الرئيس التشادي بتوجيه مجهوداته ومجهودات كل الراغبين في السلام في السودان، نحو السلام الشامل، والعمل على حمل نظام الخرطوم للقبول به. وذكر آدم أن الرئيس إدريس ديبي أكد لجبريل إبراهيم أنه لم يطلب لقاءه بتكليف من حكومة السودان، ولا يسعى للتوسّط بين الحكومة والحركات المسلحة، وإنما نقل لهم وجهة نظر ما خرج به ملتقى «أم جرس»، ووعد بنقل ردّ الحركة وردّ رئيس «حركة تحرير السودان» مني اركو مناوي الذي سيسعى للقاء به إلى قادة الملتقى. من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الإثيوبية أنها اتفقت مع حكومة السودان على تشكيل قوات مشتركة لتعزيز الأمن على طول الحدود بين البلدين ومواجهة أي عدوان خارجي أو أي تهديد محتمل. وقال وزير الدفاع الإثيوبي سيراج فيجيسا أمام أعضاء البرلمان إن «وزارة الدفاع وقعت على اتفاق مع السودان لدعم المصالح المشتركة للبلدين والحفاظ على سلامة كل المناطق، ولذلك فإننا نعمل معاً من أجل تشكيل قوة عسكرية مشتركة». واستبعد فيجيسا، تعرض سد النهضة الإثيوبي إلى اعتداء خارجي مباشر. وقال فيجيسا: «إن الهجوم عبر الحدود ليس أمراً سهلاً، لكننا لا نجلس صامتين، بل مستعدون دائماً للحفاظ على أمننا». على صعيد آخر استبق تحالف المعارضة اللقاء الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير مساء أمس، بتأكيد رفضه المشاركة فيه وتمسك بشروطه السابقة التي تشمل إلغاء القوانين المقيدة للحريات، ووقف الحرب ومعالجة تداعياتها الإنسانية، وإطلاق سراح المُعتقلين والأسرى والمحكومين لأسباب سياسية، وقبول النظام بأن يُفضي الحوار إلى وضع انتقالي كامل.