دبي - أ ف ب - أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» دعمه لليمنيين الجنوبيين المناهضين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح، في وقت تصاعد التوتر في جنوب اليمن مع مقتل ثلاثة اشخاص في اشتباك بين حراس صحيفة «الأيام» اليومية في عدن وبين قوة أمنية جاءت لاعتقال رئيس تحريرها هشام باشراحيل. وقال زعيم تنظيم «القاعدة» اليمني ابو بصير ناصر الوحيشي في تسجيل صوتي بث امس على الانترنت «ان ما يحدث في لحج والضالع وأبين وحضرموت لا يقره عقل ولا يرضاه انسان ويحتم علينا المناصرة والتأييد». واضاف الوحيشي في الرسالة الصوتية التي أمكن الاستماع اليها بواسطة مؤسسة «سايت» لرصد المواقع الاسلامية، وحملت عنوان «الى أهلنا في الجنوب» ان «ما تطالبون به هو حقكم، كفله لكم دينكم، فلا يمارس باسم الحفاظ على الوحدة الظلم والقهر والاستبداد». واذ اعتبر ان «الوحدة من صنع الشعب كافة، وليست حكراًً على شخص»، قال «اننا في تنظيم القاعدة نؤيد ما تقومون به من رفض الظلم عليكم وعلى غيركم ومناهضة النظام والدفاع عن انفسكم». الا ان الوحيشي ذكّر الجنوبيين بأنهم جربوا «جميع المناهج»، مشيرا الى حكم اليمن الجنوبي السابق من قبل «الحزب الاشتراكي»، وشدّد على ان «لا عدل وحرية الا في ظل الاسلام». واضاف ان «العودة الى قانون الله هو المخرج لما نحن فيه. الحذر الحذر ان تُخدعوا مرة اخرى»، داعيا الى رفض «الاحزاب في كل اشكالها». كما اعتبر انه ليس هناك في الاسلام «شمالي وجنوبي، نجدي وكويتي، ابيض واسود». وارتفعت حدة التوتر في الاسابيع الاخيرة في جنوب اليمن مع مقتل اشخاص عدة في اضطرابات نسبت الى قادة مدنيين وعسكريين جنوبيين سابقين قالت السلطات انهم يسعون الى اعادة تقسيم اليمن الذي استعاد وحدته في 1990 اثر حرب بين الشمال والجنوب. وحصلت محاولة انشقاق العام 1994 لكنها باءت بالفشل. وكان اشتباك اندلع امس بين قوات الامن وحراس مسلحين لمبنى صحيفة «الأيام» في حي كريتر بعدن، اثر محاولة رجال الامن اقتحام المبنى لاعتقال رئيس التحرير والناشر هشام باشراحيل ونجله هاني وأحد العاملين فيها، بأمر من النيابة العامة على خلفية قضية مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين ينتمون لقبيلة عنس التابعة لمحافظة ذمار (جنوب - صنعاء) في اشتباك بينهم وبين حراس مبنى الصحيفة في صنعاء العام الماضي بسبب خلاف على ملكية المنزل الذي يقطنه باشراحيل. وأكدت مصادر متطابقة في عدن ل «الحياة» ان ثلاثة اشخاص يعتقد بأنهم من حراس الصحيفة قتلوا في الاشتباك وجرح ثلاثة من رفاقهم بالإضافة إلى جرح ثلاثة من رجال الأمن. وكانت السلطات اليمنية صادرت الأسبوع الماضي أعداداً من «الأيام» ومنعت طباعتها بسبب ما قالت إنه «إثارة للنعرات الانفصالية والترويج لثقافة الكراهية» في تغطيتها للأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية.