قتِل 14 جندياً نيبالياً على الأقل وجرح 18 في تفجير انتحاري استهدف باصاً أقلهم في حي باني الذي يقع على طريق بين جلال آباد شرق أفغانستان والعاصمة كابول، حيث تولوا مهمة حراسة السفارة الكندية. وأعقب ذلك بساعات جرح عضو في مجلس محلي وثلاثة من حراسه على الأقل في انفجار قنبلة بكابول، وسقوط 9 مدنيين على الأقل وجرح 18 في انفجار دراجة نارية مفخخة في سوق مزدحمة بإقليم بدخشان (شمال). وكانت «طالبان» استهدفت مقر الاستخبارات والحرس الرئاسي في كابول في نيسان (أبريل) الماضي، ما أسفر عن مقتل 64 عسكرياً وجرح أكثر من 250 مجنداً في معسكر قريب من مقر الرئاسة. وهاجمت الحركة أيضاً في الأسابيع الأخيرة مقار محاكم في لوغار ووردك جنوب العاصمة وغربها. وأكد الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد في بيان تبني العملية، أن الحركة «ستواصل عمليات الربيع والصيف كما هو مخطط، من دون أن تتأثر بمقتل زعيمها الملا أختر منصور». لكن تنظيم «داعش» اعلن مسؤوليته أيضاً عن هجوم كابول. وأفادت وكالة «أعماق» الإعلامية التابعة له: «سقط 16 جندياً نيبالياً إثر عملية استشهادية بحزام ناسف نفذها الأخ عرفان الله أحمد على باص أقلهم». ورد مجاهد بوصف تصريح «داعش» بأنه «هراء»، وقال: «نفذنا الهجوم كي نوضح للأميركيين والمسؤولين العسكريين في الحلف الأطلسي أننا نستطيع توجيه ضربات في أي مكان وأي وقت». إلى ذلك، اتهم الجنرال عبد الرشيد دستم، النائب الأول للرئيس أشرف غني، نائب زعيم «طالبان» سراج الدين حقاني بأنه «العقل المدبر للتفجيرات في كابول بدعم مباشر وتوجيه من الاستخبارات الباكستانية التي تواصل محاولات زعزعة استقرار أفغانستان عبر عمليات تشنها «طالبان» و «شبكة حقاني». على صعيد آخر، وافق البرلمان على تعيين الجنرال عبد الله خان حبيبي وزيراً جديداً للدفاع بدلاً من معصوم ستانيكزاي الذي سيرأس مديرية الأمن الوطني (الاستخبارات)، وذلك قبل قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في العاصمة البولندية وارسو الشهر المقبل. وقال النائب فرهاد صديقي: «تدور معارك في نحو 20 ولاية في البلاد، ولا يمكن أن يشرف قائمون بالأعمال على استراتيجية القتال». ونجحت القوات الحكومية في دفع المتشددين إلى التقهقر من مدينة قندوز (شمال) التي سقطت في أيدي «طالبان» لفترة قصيرة العام الماضي، لكن القوات تواجه ضغطاً شديداً في الولاياتالجنوبية، وبينها هلمند. في باكستان، استجوبت السلطات ستة قياديين متشددين بينهم خير محمد، عم الزعيم السابق ل «طالبان باكستان» حكيم الله محسود الذي قتل في غارة أميركية عام 2013، وكذلك شقيقه إيجاز، بعدما استسلموا للجيش في منطقة كورام بإقليم جنوب وزيرستان السبت الماضي، ما قد يُضعف تمرد «طالبان باكستان» المستمر منذ العام 2007. وكان الرجلان بايعا فصيلاً منشقاً قاده خان سيد الذي تقول تقارير إنه قتل أيضاً في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال مسؤولون إن «المعتقلين تعهدوا إدانة العنف»، علماً أن الملا فضل الله يقود مسلحي «طالبان باكستان» منذ 2013. الخلاف الحدودي وفي سياق الخلاف الحدودي بين باكستانوأفغانستان الذي أسفر عن اشتباكات الأسبوع الماضي شهدت مقتل أربعة أشخاص، أعلن مسؤولون في البلدين فشل محادثات أجريت أمس في التوصل إلى اتفاق في شأن إدارة الحدود. واندلع القتال لدى بدء باكستان بناء جدار على الحدود بين البلدين بغية منع مسلحين إسلاميين من عبور أراضيها من أفغانستان، في وقت ترفض كابول الاعتراف بخط دوراند الحدودي الذي رسم بين البلدين خلال الحقبة الاستعمارية عام 1893، كما تعترض على بناء باكستان نقاط تفتيش على طول الحدود المتنازع عليها. واتفقت الدولتان على وقف النار الخميس الماضي. وتقرر أن يزور وفد أفغاني برئاسة حكمت خليل كارزاي، نائب وزير الخارجية، باكستان لإجراء محادثات مع مسؤوليها. وقال مسؤول في الخارجية الباكستانية إن وكيل الوزارة إعزاز أحمد تشودري، أبلغ الوفد الأفغاني نية بلاده بناء أربع بوابات في نقاط مختلفة عند المعبر، و «هم لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي، لكننا أبلغناهم موقفنا». وقال مسؤول باكستاني ثانٍ إن وزيري خارجية البلدين سيعقدان محادثات على هامش مشاركتهما في قمة منظمة تعاون شنغهاي في طشقند في وقت لاحق هذا الأسبوع.