قال دونالد ترامب المرشح الجمهوري المفترض في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة امس (الأحد) إن الولاياتالمتحدة يجب أن تستهدف جماعات عرقية محددة بمزيد من إجراءات الفحص والتدقيق. كلام ترامب جاء ردا على سؤال عمّا إذا كان يؤيد قيام سلطات إنفاذ القانون بمراقبة الأميركيين المسلمين بعد مذبحة أورلاندو. وقال ترامب في مقابلة مع قناة تلفزيون (سي.بي.اس) "أعتقد أن ينبغي علينا البدء في التفكير بالتصنيف على أساس عرقي". وأضاف "أنت تنظر إلى إسرائيل وتنظر إلى الآخرين. وهم يفعلون ذلك بنجاح". وأضح: "أنا أكره مفهوم التصنيف، عملية جمع البيانات والمعلومات عن شخص أو جهة لتكوين فكرة دقيقة عنه، لكن علينا أن نبدأ في تبني التفكير أو المنطق السليم". وأدلى ترامب بتصريحات مماثلة في كانون الأول (ديسمبر) بعد قيام أميركي مسلم وزوجته بقتل 14 شخصا في سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا. وتعرض ترامب لانتقادات من جانب أعضاء كثر في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بسبب تعليقاته بشأن الأيركيين المسلمين بعد هجوم أورلاندو. وفي خطاب بشأن الأمن القومي يوم الاثنين تمسك ترامب باقتراحه بفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة واقترح وقف الهجرة من دول لها "تاريخ من الإرهاب". وأضاف أن على المسلمين أيضا أن "التعاون مع جهات إنفاذ القانون وتسليم الأشخاص الذين يعرفون أنهم أصحاب سلوك سيء". واعتبرت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأميركية إن تصريحات ترامب اشارة واضحة إلى أنه لا يصلح أن يكون رئيسا للبلاد. وفي مقابلة أجريت معه اليوم الأحد قال ترامب إنه كانت هناك شبهات حول متين الذي استجوبه مكتب التحقيقات الاتحادي مرتين. وأكد ترامب تأييده لزيادة عمليات الفحص والتدقيق بالنسبة للمساجد من خلال برنامج يشبه برنامجا للمراقبة أثار جدلا في مدينة نيويورك قبل إلغائه. وقال "إذا ذهبت إلى فرنسا الآن. ستجدهم يطبقونه. وحقيقة فإنهم يغلقون مساجد في بعض الحالات". وأغلقت الشرطة الفرنسية بعض المساجد بعد أن قتل مسلحون يستلهمون فكر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) 130 شخصا في باريس في سلسلة هجمات في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولم يهتم ترامب بالانتقادات الموجهة له وقال إنه سيضع أمواله الخاصة في خدمة حملته الانتخابية إذا تطلب الأمر ذلك. وقال في مقابلة مع تلفزيون (ايه.بي.سي) "سيكون جيدا أن يخلص الجمهوريون لبعضهم البعض ... أستطيع الفوز بصورة أو بأخرى". من جهة أخرى، تجمع عشرات الآلاف من الاشخاص أمس (الاحد) في اورلاندو تكريما لضحايا الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا للمثليين وادى الى سقوط 49 قتيلا و53 جريحا في هذه المدينة الواقعة في جنوب شرق الولاياتالمتحدة. وحرص رئيس بلدية اورلاندو بادي داير على التعبير عن الشكر للناجين ولاسر الضحايا، مؤكدا دعم المدينة لها. وذكرت شبكة التلفزيون المحلية نيوز 13 ان داير دان في كلمته "العمل المقيت لقاتل مجنون". وقالت وكالة السياحة في اورلاندو ان خمسين الف شخص حضروا الامسية على ضفاف بجيرة ايولا لتكريم ضحايا الاعتداء على ملهى "ذي بالس" الذي وقع في 12 حزيران (يونيو) ويعد اسوأ حادث اطلاق نار في تاريخ الولاياتالمتحدة. ورفع عدد كبير من المشاركين الاعلام التي تحمل الوان قوس قزح وتشكل رمز المثليين والاعلام الاميركية بينما حمل آخرون ورودا. وبحضور حاكم فلوريدا ريك سكوت وقف الحشد دقيقة صمت بعد تلاوة اسماء القتلى. وقال رود لين احد المشاركين لصحيفة اورلاندو سانتينيل "نحتاج في اغلب الاحيان الى حافز لولادة حركة تقدمية". واضاف "لا احد يستحق ما حدث وهذا النوع من الامور يجب ان يتوقف". ويفترض ان تعلن السلطات الاميركية الاثنين نص مقاطع من الاتصالات الهاتفية الاخيرة التي اجرتها مع منفذ الهجوم عمر متين الاميركي من اصل افغاني. وقد قتل في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة.