وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات قاسية للتصريحات المناهضة للمسلمين التي أدلى بها المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، في أعقاب الهجوم على ملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا الذي أسفر الاثنين عن مقتل 49 شخصا، علاوة على المهاجم. ووصف أوباما تصريحات ترامب الداعية إلى حظر هجرة المسلمين لأمريكا بأنها «خطيرة، وليس أمريكا التي نريد». وقال أوباما للصحفيين أمس، عقب اطلاعه على نتائج التحقيق في مذبحة أورلاندو، إن فرض حظر صارم على هجرة المسلمين لأمريكا يقوض القيم الأمريكية. وأضاف أن ذلك يتجاهل تاريخ أمريكا في استهداف الجماعات العرقية والدينية. وزاد: «لقد مررنا بلحظات في تاريخنا حين تصرفنا من منطلق الخوف، وعدنا لنندم على ذلك. لقد رأينا كيف أساءت حكومة بلادنا معاملة إخوتنا المواطنين، وسجلت بذلك جزءا ملطخا بالعار في تاريخنا». وتساءل: «إلى أين سينتهي بنا ذلك»؟ وقال أوباما، معلقا على انتقادات ترامب وجمهوريين يزعمون أن جهوده في مكافحة الإرهاب تعرضت لعراقيل من جراء رفضه استخدام عبارة «الإسلام المتشدد» في وصف المنظمات التي تحض على شن هجمات من قبيل ما حدث في أورلاندو: «ليست ثمة قدرة سحرية في عبارة «الإسلام المتشدد». إذا كان هناك شخص ما يعتقد أننا لا نعرف من نقاتله، وإذا كان هناك من يعتقد بأننا مرتبكون بشأن هوية أعدائنا، فإن ذلك سيكون مفاجأة لآلاف الإرهابيين الذين قضينا عليهم في ميدان المعركة». وزاد الرئيس الأمريكي أن معاملة مسلمي أمريكا بطريقة مختلفة لن يجعل الولاياتالمتحدة أكثر أمنا. وقال إن البلاد ستكون أقل أمنا إذا تم تشجيع أتباع تنظيم داعش على الاعتقاد بالفكرة القائلة إن الغرب يكره المسلمين. وشدد- بعد يوم من تجديد ترامب دعوته لحظر دخول المسلمين الأراضي الأمريكية- على أن أمريكا أسست على حرية الديانة، وليست فيها اختبارات دينية. وتساءل أوباما عما إذا كان استخدام تعبير «الإسلام المتشدد» كفيلة بتحقيق شيء. وقال إن إطلاق اسم آخر على التهديد لا يقضي عليه، وإن تلك الألفاظ لن تجعل أمريكا في مأمن. وأشار إلى أن الحرب على داعش تحقق تقدما، بعدما أسفرت عن قتل 120 من قادة التنظيم الإرهابي .