رجح استطلاعان جديدان للرأي نشرت نتائجهما أمس، فوز معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وذلك قبل اسبوع على موعد استفتاء حول عضوية البلاد. وأظهر استطلاع «ايبسوس-موري» الشهري للمرة الأولى، تقدم معسكر الخروج ب 53 في المئة في مقابل 47 في المئة لدعاة البقاء، فيما أظهر استطلاع معهد «سورفيشن» ان مؤيدي الخروج يتقدمون ب52 في المئة في مقابل 48 في المئة يفضلون بقاء البلاد في أوروبا. وأكد المصرف المركزي الابريطاني (بنك اوف انكلاند) مجدداً أمس، أن الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي يشكل «أكبر خطر فوري» على الأسواق المالية البريطانية والعالمية، وذلك في بيان أعلن فيه عن إبقاء أسعار الفائدة الاساسية من دون تغيير عند 0.50 في المئة. وحذر البنك المركزي البريطاني من ان «التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الاوروبي سيبدل في شكل كبير آفاق الانتاج والتضخم وكذلك الاطار» الذي وضعت فيه السياسة النقدية، معتبراً ان النمو البريطاني قد يتراجع. وصرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بأن الاتحاد الأوروبي لن يكون معرضاً «لخطر الموت» اذا فاز مؤيدو خروج بريطانيا. وقال في كلمة في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ: «لا اعتقد ان الاتحاد الأوروبي سيكون معرضاً لخطر الموت اذا خرجت بريطانيا، لأننا سنواصل سياسة تعاون وثيق في أوروبا إن لم يكن الذهاب ابعد بالاتحاد الاوروبي في مجال الوحدة الاقتصادية والنقدية». في الوقت ذاته، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك أمس، في هلسنكي انه «من الصعب التفاؤل» في الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، مؤكداً ان خروجها من التكتل «لم يكون له أي معنى». وأضاف تاسك بعد لقاء مع رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا: «من الصعب جداً اليوم أن نكون متفائلين ونحن نعرف استطلاعات الرأي الأخيرة». وأضاف أن المملكة المتحدة «دولة اساسية في الاتحاد الاوروبي» و «خروجها الآن لا معنى له». وقبل اسبوع من الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي يلعب المؤيدون والمعارضون آخر أوراقهم حيث يكشف رئيس حزب «يوكيب» المناهض لأوروبا نايجل فاراج عن ملصق جديد للحملة، فيما يلقي وزير الخزانة جورج اوزبورن كلمة امام اوساط المال في لندن. وأعلنت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية المتخصصة بشؤون المال تأييدها البقاء في الاتحاد، محذرة من أن الخروج من اوروبا سيلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد. وقال فاراج: «أريد ان يدرك الناس أن هذا الاستفتاء يشهد منافسة بين الأشخاص العاديين والسلطة»، وذلك عند انضمامه في لندن الى مجموعة من صيادي الأسماك في نهر «التايمز» لتشجيع الخروج من الاتحاد الأوروبي وهي الفرضية التي دفعت برئيس الوزراء ديفيد كامرون الى التهديد بإجراءات تقشف جديدة. وهدفت المبادرة الى التنديد بالصعوبات التي يواجهها صيادو الأسماك بسبب الحصص التي تحددها بروكسيل. وكتب على إحدى اليافطات «المغادرة هي الحل الوحيد»، فيما كان متظاهرون من المعسكر الآخر على متن سفن اخرى يطالبون بالبقاء في الاتحاد. وكان بين مؤيدي البقاء الموسيقي الارلندي بوب غيلدوف الذي نعت فاراج بأنه «محتال»، متهماً اياه بأنه لم يشارك «الا في اجتماع واحد من اصل 43 عقدتها لجنة صيد الأسماك في البرلمان الأوروبي». وتخوفاً من أفق الخروج من الاتحاد الاوروبي، وجه مناصرو البقاء يتقدمهم كامرون تحذيرات جديدة من العواقب الاقتصادية للخروج من الاتحاد. وهكذا أعلن وزير الخزانة ان الخروج يمكن ان يؤدي الى تطبيق «موازنة طوارئ» تقود الى زيادة الضرائب وخفض النفقات لتعويض ثغرة بقيمة 30 بليون جنيه استرليني (38 بليون يورو). وحذر اوزبورن من أن المدارس والمستشفيات والجيش قد يخفض تمويلها قائلاً ان «مغادرة الاتحاد الاوروبي ستطاول الاستثمارات وستسيء الى العائلات والاقتصاد البريطاني». وفي مواجهة تحذيرات اوزبورن، قدم مؤيدو الخروج من الاتحاد مشروعهم ووعدوا بتوجيه مساهمة لندن في الاتحاد الاوروبي الى نظام الصحة العامة (ان اتش اس) المهدد بالعجز. وقال الوزير المناهض للفكرة الأوروبية كريس غرايلينغ وممثل الحكومة في البرلمان لصحيفة «فايننشال تايمز» أنه يأمل «ان يتم الانتهاء من كل شيء بحلول نهاية 2019 وان نكون خرجنا من الاتحاد الأوروبي». وحذر رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ ماريانو راخوي من ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيشكل «كارثة» و «اسوأ ما يمكن ان يحصل» للاتحاد. كما حذر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينمار من أخطار «تفكك» الاتحاد الاوروبي في حال خروج بريطانيا وذلك خلال لقاء مع نظيره الفرنسي جان-مارك آيرولت.