اهتزت بريطانيا أمس (الخميس) إثر مقتل النائبة جو كوكس (41 عاماً) من حزب العمال المعارض، على يد شخص أطلق النار عليها في بيرستال في شمال إنكلترا. وبحسب شهود عيان فإن المهاجم البالغ من العمر 52 عاما هتف «بريطانيا أولاً» ثم أطلق النار على النائبة جو ليتم نقلها إلى المستشفى، فيما أكدت مصادر طبية وفاتها وفقا لما نقلته شبكة «سكاي نيوز». ونقلت وكالة «برس أسوسييشن» عن شاهد قوله إن كوكس وهي أم لولدين سقطت على الرصيف وهي تنزف في بريستال.وكانت الشرطة أكدت في بيان أن امرأة في الأربعين أُصيبت بجروح خطيرة وأنها في حالة حرجة، لكن دون الكشف عن هويتها، مؤكدة اعتقال الجاني. مقتل كوكس جاءت وسط أجواء مشحونة في بريطانيا قبل الاستفتاء بعدما رجح استطلاعان جديدان للرأي فوز معسكر مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، فيما تحذر أوساط المال من عواقب خطيرة على الاقتصادين المحلي والعالمي في هذه الفرضية. وسرعان ما أعلن المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي تعليق حملته بعد إصابة النائبة. وكتب معسكر «أقوى داخل الاتحاد الأوروبي» (سترونغر ان) في تغريدة: «نعلق حملتنا اليوم. نصلي من أجل جو كوكس وأسرتها». كما أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلغاء لقاءات سياسية كان من المرتقب أن يعقدها في جبل طارق بعد الاعتداء على النائبة. وأظهر استطلاع «ايبسوس-موري» الشهري للمرة الأولى تقدم معسكر الخروج ب53 % مقابل 47 %، بينما أظهر استطلاع معهد «سورفيشن» أن مؤيدي الخروج يتقدمون ب52 % مقابل 48 % يفضلون بقاء البلاد في أوروبا. وتفاعل الاتحاد الأوروبي مع حادثة القتل، معتبرا أنها مؤشر خطير على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في هلسنكي أنه «من الصعب التفاؤل» حيال الاستفتاء في بريطانيا نظراً إلى نتائج استطلاعات الرأي، لكنه أكد أن ليس لديه أي شك حول استمرارية الاتحاد الأوروبي. فيما حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس، من أن البريطانيين في حال خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي سيخسرون الامتيازات التي تمنحها هذه العضوية وسيعاملون على أنهم «بلد ثالث» من خارج الكتلة في المفاوضات المستقبلية.