تضع باسكالين تاجاً على رأسها يعلو تسريحة أعدت لها بعناية، وترتدي ثوباً فاخراً في يوم تتويجها... لكنها ليست ملكة جمال كما قد يظن البعض، بل هي «ملكة العذرية» في توغو، هذا البلد الأفريقي الذي يجاهد لمكافحة الإيدز والحمل المبكر. في كل عام، وفي تقليد مستمر منذ سبع سنوات، توافق حوالى مئة شابة من توغو على الخضوع لفحص العذرية للمشاركة في هذه المسابقة، التي تنظمها جمعية «آف-جون». والهدف من هذه المسابقة التي تتوج ملكة وثلاث «أميرات» يمثلن الجامعات والمدارس والمعاهد في هذا البلد، التشجيع على الامتناع عن العلاقات الجنسية في عمر مبكر. تبلغ باسكالين من العمر 21 سنة، وهي طالبة جامعية في السنة الثالثة، وتقول: «الدراسة هي في المرتبة الأولى، وليس الجنس، ولا يمكن أن يتوزع المرء بين أمور عدة». ويقول رئيس الجمعية رودريغ أكولي: «الهدف من مهمتنا مكافحة الحمل المبكر، وأيضاً انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز». ويشترط أن تكون المتقدمات للمشاركة في هذه المسابقة بين سن السادسة عشرة والرابعة والعشرين. ويتابع مواطنو توغو هذه المسابقات بإقبال كبير، وتخضع المشاركات لأسئلة في الثقافة العامة ويشاركن في مسابقة للرقص التقليدي. في توغو، تبلغ نسبة الإصابة بمرض الإيدز 2,5 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ سبعة ملايين و500 ألف نسمة، وعدد النساء المصابات يساوي ضعف عدد الرجال المصابين، وفق تقرير نشرته الأممالمتحدة العام الماضي. وانخفض عدد الإصابات الجديدة والوفيات الناجمة عن هذا المرض بنسبة كبيرة في هذا البلد منذ مطلع الألفية، علماً أن النسبة في المناطق الساحلية وخصوصاً في لومي تبقى أعلى من المناطق الداخلية والريفية. والفتيان والشباب، ذكوراً وإناثاً، ليسوا بعيدين من الإصابة بالمرض، إذ إن 10 في المئة ممن هم بين سن الخامسة عشرة والرابعة والعشرين مارسوا الجنس مرة واحدة على الأقل في توغو. ومن المشكلات الناجمة عن ممارسة الجنس في سن مبكر في توغو ارتفاع نسبة الفتيات الحوامل في المدارس والجامعات. ففي العام الدراسي 2012-2013 وحده سجل حمل خمسة آلاف طالبة، وفق السلطات. في ظل هذه الظروف، تعمل «ملكات العذرية» على زيارة المدارس في المدن والقرى والحديث إلى الفتيات والشابات.