اختتم ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى واشنطن استغرقت ستة أيام بلقاء «ودي وصريح» مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض تطرق إلى الشراكة الاستراتيجية بين واشنطنوالرياض و«خطة التحول الوطني» للاقتصاد السعودي، وشعبة الأزمات الإقليمية من سورية إلى اليمن والدور الإيراني ومحاربة «داعش»، وفق مصادر أميركية. ولمدة قاربت الساعة استقبل أوباما الأمير محمد بن سلمان يرافقه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في المكتب البيضاوي، وأكد الجانب الأميركي على «الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين». وأكد البيت الأبيض في بيان بعد اللقاء أن الاجتماع «استكمل المحادثات التي بدأت في نيسان (أبريل) خلال قمة الرياض. وأعرب الرئيس عن تقديره لمساهمات السعودية في الحملة ضد داعش». وأضاف البيان أن أوباما وولي ولي العهد «بحثا في خطوات دعم الشعب العراقي من ضمن ذلك زيادة دعم دول الخليج للحاجات الانسانية في العراق». وعن سورية، قال أن «الجانبين أكدا على أهمية وقف اطلاق النار والوصول الى مرحلة انتقالية بعيداً من الأسد». وفي الشأن الليبي «اتفقا على دعم حكومة الوفاق الوطني». وعن اليمن «رحب الرئيس الأميركي بالتزام السعودية الوصول الى حل سياسي للنزاع وللتعاطي مع الحاجات الانسانية الطارئة واعادة اعمار البلاد». كما بحث الطرفان «أنشطة ايران المزعزعة للاستقرار واتفقا على استكشاف مسارات لتخفيف التشنج». وأفاد البيان أن أوباما «أشاد بقيادة ولي ولي العهد والتزامه اصلاح الاقتصاد السعودي وأكد دعم الولاياتالمتحدة لرؤية 2030». بدوره رحب الأمير محمد بن سلمان باتفاق باريس حول المناخ والتحول نحو الطاقة النظيفة. وختم البيان بتأكيد «الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولاياتالمتحدة». وشدد الجبير بعد اللقاء على أن الزيارة ولقاءت ولي ولي العهد كانت «بناءة واستهدفت تعزيز العلاقات مع واشنطن». وأشار إلى أن واشنطن «هي شريك ثابت للسعودية وستكون لنا علاقة قوية بالرئيس الأميركي المقبل»، مقللاً من أهمية التصريحات الانتخابية على لسان المرشحين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون التي تستهدف «كسب الأصوات». وفي شأن الملف السوري أكد الجبير في مؤتمر صحافي من السفارة السعودية في واشنطن إن بلاده تدعم منهجاً أكثر قوة وحزماً في سورية بما في ذلك العمل العسكري «إذا فشلت محادثات السلام». وشدد على ضرورة تغيير التوازن العسكري على الأرض للضغط على نظام الأسد، وقال: «طالبنا بتدخل عسكري في سورية منذ بداية الأزمة لحماية المدنيين، ولو لم يرحل الأسد سلماً سيبعده الشعب السوري بالقوة». وعن العلاقة السعودية - الأميركية، أكد أن الرياض «بذلت جهداً أكثر من أي دولة أخرى في محاربة الإرهاب ولا نقبل بأي تشكيك في ذلك». وكشف أن السعودية هي من طالب بنشر الصفحات السرية ال28 للجنة 11 أيلول (سبتمبر) 2001 و»لتوضيح الحقيقة». كما اعتبر أن الولاياتالمتحدة «ستخسر في حال إقرار قانون رفع الحصانة عن الدول» وفقاً لتشريع وافق عليه مجلس الشيوخ وعارضه البيت الأبيض. وجاء لقاء الأمير محمد بن سلمان بأوباما وهو الثالث لولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، في اختتام زيارة حافلة باللقاءات في واشنطن. إذ التقى الأمير محمد بن سلمان وزراء الخارجية والدفاع والتجارة والطاقة وقيادات الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي ولجان العلاقات الخارجية والخدمات المسلحة. وأكد البيت الأبيض في بيان بعد الاجتماعات الاقتصادية ليل الخميس - الجمعة أن «الولاياتالمتحدة ترحب بالتزام السعودية الإصلاحات الاقتصادية وتؤكد رغبتها في أن تكون شريكاً حيوياً لمساعدة السعودية في تطبيق البرنامج الاقتصادي الطموح». وأشار البيان إلى أن «الولاياتالمتحدة والسعودية سيبنيان على هذه الاجتماعات في الأشهر المقبلة وبما يتلاقى مع الشراكة القوية والثابتة والمصالح المشتركة لتعميق الروابط الاقتصادية». ومن واشنطن سيتوجه الأمير محمد بن سلمان إلى كاليفورنيا ومنطقة «سيليكون فالي» الرائدة في قيادة اقتصاد القرن الواحد والعشرين حيث من المتوقع أن يلتقي رؤساء شركات عملاقة بينها «غوغل» ومستثمرين للبحث في الفرص الاقتصادية والانتقال النوعي في السعودية بعيداً من الاقتصاد النفطي. وبعد كاليفورنيا سيزور ولي ولي العهد نيويورك مع الوفد المرافق، حيث يتوقع أن يعقد لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت لم يحدد بعد. وأكد السفير السعودي في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي أن هناك «رغبة مشتركة في اللقاء». وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق إن مكتب الأمين العام «تلقى إشعاراً من السلطات السعودية في شأن اللقاء المحتمل لكن الموعد لم يحدد بعد»، مشيراً إلى أن جدول مواعيد الأمين العام للأسبوع المقبل «لا يزال حتى الآن يتضمن رحلات عدة خارج نيويورك التي يعود إليها الأحد ثم يغادرها فوراً لمدة خمسة أيام تقريباً».