كشف القائم بأعمال السفارة الألمانية في الرياض ميخائيل أونمخت أن السفارة حققت العام الماضي رقماً قياسياً في عدد التأشيرات الصادرة إلى ألمانيا، إذ تجاوزت 75 ألف تأشيرة، وهو الرقم الأعلى في تاريخ السفارة، معرباً عن أمله بأن يتمكن المزيد من الألمان من زيارة المملكة، مما سيعزز العلاقات بين الشعبين الصديقين. وقال أونمخت ل«الحياة»: «نحن نؤمن بأن من أهداف العمل الديبلوماسي التوصل إلى تجاوز الصور النمطية التي قد تترسّخ لدى الشعوب، والتقريب بين مختلف الثقافات، ولهذا اعتمدنا منذ سنوات سياسة تسهيل الحصول على تأشيرات». وأشار إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا يراوح بين أربعة وخمسة ملايين نسمة، يشكّلون نحو خمسة في المئة من إجمالي عدد السكان، ولذلك تظل التغيرات في الحياة اليومية والعملية للمجتمع محدودة في رمضان، مستدركاً: «لكننا نلاحظ تفاعلاً متزايداً بين المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا، ويسعى المسلمون للتعريف بشهر رمضان وبالإسلام عموماً، ومن جهة أخرى يرغب غير المسلمين في التعرف على الدين الإسلامي وأركانه، ونمط حياة المسلمين وعاداتهم خلال شهر رمضان، وفي هذا الإطار تنظم المساجد والجمعيات في مختلف المدن الألمانية أنشطة ثقافية وفعاليات بمشاركة جهات مختلفة، ويحضرها مسلمون وغير مسلمين، وتهدف تلك الفعاليات إلى إبراز التنوع في حياة المسلمين وتعزيز ثقافة الحوار». ولفت القائم بأعمال السفارة الألمانية في الرياض إلى عدم وجود تقاليد لشهر رمضان في بلاده، وزاد: «لكن المسلمين الذي قدموا من مناطق مختلفة جلبوا معهم عاداتهم وتقاليدهم، ولذلك نشاهد تنوعاً وثراء يبرز خصوصاً في الأطباق التقليدية والحلويات التي تزين موائد الإفطار، كما حملوا معهم قيم التآخي والكرم وحسن الضيافة». وأبان أن المسلمين من أصول تركية يشكلون نسبة كبيرة من المسلمين المقيمين في ألمانيا، ولذلك نجد الأطباق والحلويات التركية حاضرة بقوة خلال شهر رمضان. ولكن يقيم في ألمانيا كذلك عدد كبير من المسلمين القادمين من مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وقد ساهموا في إثراء المطبخ الرمضاني بأطباقهم التقليدية وعاداتهم التي يتمسّكون بالمحافظة عليها. وتحدث عن الحياة الاجتماعية في رمضان في بلاده بقوله: «كما في بقية دول العالم فإن شهر رمضان هو شهر العائلة والأصدقاء بالنسبة إلى مسلمي ألمانيا، فعادة ما نشاهد تبادلاً للدعوات والزيارات بين الأهل والجيران والأصدقاء، كما يقوم المسلمون في ألمانيا في أحيان كثيرة بدعوة غير المسلمين على الإفطار، وهي فرصة لغير المسلمين للتعرف على الأكلات التقليدية وعادات الإفطار والصوم والسحور لدى الأسر المسلمة، وتمثل صلاة التراويح وصلاة العيد مناسبة كذلك للقاء الأصدقاء والأقارب»، مؤكداً أن هناك احتراماً كبيراً لفريضة الصوم من غير المسلمين في ألمانيا، وهو ما يدل على انفتاح مكونات الشعب الألماني على بعضها بعضاً. وعن العلاقة مع السعوديين قال أونمخت: «يعرف عن السعوديين الكرم وحسن الضيافة، وهو ما يتأكد في رمضان على وجه الخصوص، نحن نتلقى دعوات كثيرة للإفطار من زملاء وأصدقاء لنا في المملكة، هذا عدا الدعوات الرسمية، ونحن نسعد جداً بتلبية كل الدعوات، والتعرف على عادات العائلات السعودية وخصوصية المطبخ السعودي، وأعتقد أن لكل بلد عربي عاداته وتقاليده، ولكل بلد عربي أجواءه الرمضانية الخاصة. لقد أتيحت لي الفرصة أنا وعدد من زملائي لزيارة بعض البلدان العربية، وشهر رمضان شهر مميز لدى كل الشعوب العربية والمسلمة. إن شهر رمضان هو شهر العائلة بامتياز بالنسبة إلى جميع المسلمين، وهو شهر تتعزز فيه قيم التكافل والإخاء»