بدأ ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته إلى العاصمة الأميركية وكان مقرراً أن يستقبله مساء أمس (بتوقيت واشنطن) وزير الخارجية جون كيري لاستعراض العلاقات الاستراتيجية والتعاون و «الشراكة التاريخية»، كما قال مسؤول أميركي ل «الحياة». وتركز الاجتماعات أيضاً على الملفات الإقليمية الساخنة، خصوصاً اليمن وسورية والعراق ومحاربة «داعش»، والتي ستكون حاضرة اليوم أيضاً في لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع قيادات الاستخبارات الأميركية. وفي الزيارة الثالثة له للولايات المتحدة منذ تبوأ منصبه العام الماضي وحضوره قمة كامب ديفيد في أيار (مايو) 2015 ثم مرافقته الملك سلمان بن عبدالعزيز في أيلول (سبتمبر) الماضي، يترأس الأمير محمد بن سلمان وفداً كبيراً في هذه الزيارة يضم وزراء الطاقة والخارجية والاعلام والتجارة وقيادات عسكرية للدلالة على عمق العلاقة والنطاق الاستراتيجي الكبير لها. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» قبل ساعات من اللقاء إن «الولاياتالمتحدة والسعودية تجمعهما شراكة قوية وتاريخية». وأضاف أن التعاون السعودي - الأميركي يشمل «قضايا إقليمية عدة بينها محاربة تهديد تنظيم داعش وإيجاد حلول للتحديات والأزمات الإقليمية، ومن ضمنها اليمن والعراق وسورية». وإلى جانب لقاء كيري، استقبل الأمير محمد بن سلمان المتبعثين السعوديين في مقر إقامته. كما يلتقي اليوم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان ورئيس الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر للبحث في التعاون الاستخباراتي بين الجانبين. وقالت الجهات المنظمة للزيارة ل «الحياة» إن «هناك لهفة أميركية كبيرة، خصوصاً من الكونغرس للاجتماع» بالأمير محمد، لا سيما أن الزيارة تأتي بعد إعلانه الخطة الاقتصادية 2030 في نيسان (أبريل) الماضي. وسيجتمع الأمير برئيس مجلس النواب زعيم الغالبية الجمهورية بول ريان وزعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي ورؤساء وأعضاء لجان القوات المسلحة والخارجية في المجلسين يوم الأربعاء. كما ستهيمن على الزيارة اللقاءات الاقتصادية ومع وجود أكثر من 300 مشروع اقتصادي واستثماري مشترك بين البلدين. وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان وزيرة التجارة الأميركية باني بريتزكر إلى جانب وجوه اقتصادية في واشنطن. ومن المتوقع أن يجتمع الأمير محمد بالرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس ووزير الدفاع آشتون كارتر يوم الجمعة. وبعد واشنطن، ستشمل الزيارة محطات في نيويورك وكاليفورنيا للدلالة على البعد الاستراتيجي والاقتصادي لها وعدم اقتصارها على الشق السياسي.