شنّت القوات العراقية تساندها العشائر هجوماً على جنوب الموصل وحققت تقدماً باتجاه السيطرة على بلدة القيارة وقطع خطوط إمداد تنظيم «داعش» باتجاه صلاح الدين وكركوك. وجاء ذلك في وقت بحث وفد أميركي رفيع في أربيل «خطط تحرير الموصل» و «آلية إدارة نينوى ما بعد داعش». ووصلت أخيراً إلى قضاء مخمور مقر «قيادة العمليات المشتركة»، تعزيزات عسكرية إضافية هي عبارة عن لواء مدرّع وقوارب وجسور عائمة لاستخدامها في عبور نهر دجلة وصولاً إلى ناحية القيارة التي يوجد بها مهبط للطائرات بغرض استخدامه قاعدة دعم لوجستي قبل إطلاق عملية استعادة الموصل. وستوفّر العملية أيضاً جداراً يعزل التنظيم عن مناطق سيطرته في شمال تكريت وغرب كركوك. وأعلنت «قيادة عمليات نينوى»، في بيان أمس، «انطلاق صفحة جديدة من عملية تحرير مزيد من المناطق في الجهة الشرقية من القيارة»، مضيفة أن «قوات الجيش تمكنت من تحرير قرية خرائب جبر، وحاصرت قرية الحاج علي». وأكد البيان «تدمير أربع عجلات مفخخة وقتل 25 إرهابياً، فيما دمّر طيران التحالف الدولي أوكاراً للتنظيم في قرية الحاج ومعملين لصناعة العبوات والعربات المفخخة». وكانت القيادة ذكرت في بيان سابق أن ضربات جوية للتحالف يوم السبت طاولت منصات إطلاق صواريخ ومستودعاً كبيراً للعتاد والصواريخ قرب مخمور وبلدة القيارة. وأشار مصدر عسكري كردي إلى أن «القوات العراقية تمكنت من قطع الطريق الإستراتيجي الرابط بين القيارة وقرية الحاج علي». ونقلت «رويترز» من جهتها، عن ضباط مشاركين في العملية إن القوات العراقية تقدمت في دبابات ومركبات مدرعة باتجاه قرية الحاج علي الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب الموصل «تحت غطاء من الضربات الجوية للتحالف ونيران المدفعية». وقال ضابط عراقي من قرية خرائب جبر المتاخمة لقرية الحاج علي والتي جرت السيطرة عليها أخيراً إن عناصر «داعش» قاوموا في البداية لكن عندما رأوا القوة انسحبوا. من جانبه، أكد محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان أن «العملية الجديدة تختلف عن العمليات السابقة خصوصاً بعد مشاركة اللواء المدرع الذي وصل أخيراً». وعلّق المحافظ السابق قائد قوات «الحشد الوطني» أثيل النجيفي عبر حسابه في «فايسبوك» قائلاً: «أرى تباشير الصفحة الأولى من معركة تحرير الموصل باتجاه الجانب الشرقي من القيارة، وأتوقع دعماً مميزاً من التحالف الدولي لهذه المعركة، بينما تتواصل استعداد بقية القوات من المحاور الأخرى باتجاه الموصل». وأعلن وزير الدفاع خالد العبيدي أمس خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر قيادة عمليات سامراء جنوب تكريت، أن «العملية التي انطلقت في قضاء مخمور أسفرت عن تحرير مناطق واسعة محاذية لنهر دجلة من الجهة الشرقية للقضاء، وسنفتح محاور جديدة لمحاربة تنظيم داعش في تكريت». وجاءت تصريحات العبيدي متزامنة مع وصول لواء مدرع إلى تكريت استعداداً لعملية استعادة قضاء الشرقاط شمال المحافظة (جنوب القيارة). من جهة أخرى، أفادت «خلية الإعلام الحربي» بأن «طائرات عراقية ألقت آلاف المنشورات في محور ناحية الكوير التابعة لبلدة مخمور، تهيب بالمواطنين كافة التهيؤ لاستقبال القوات الأمنية العراقية والابتعاد عن مقرات وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي لأنها ستكون أهدافاً لقواتنا»، وأوضحت أن «المنشورات حددت المنافذ الآمنة لخروج المدنيين وكيفية استخدام بطاقة الأمان عند التوجه للقوات الأمنية». وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان، أمس، أن «وفداً برئاسة السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز والجنرال ماكفارلاند قائد قيادة قوات التحالف في العراق أطلع الرئيس (مسعود) بارزاني على الخطط الأميركية لتدمير مواقع داعش في العراق وسورية، وتحرير مدينة الموصل وآلية إدارة محافظة نينوى بعد طرد التنظيم (منها)». وبينت السفارة الأميركية في بيان أن «جونز ناقش (مع بارزاني) الوضع السياسي وخطط الإصلاح الاقتصادي والمساعدات الإنسانية والعسكرية الأميركية البالغ قيمتها 480 مليون دولار، بما في ذلك أكثر من 65 مليون دولار أنفقت على الغذاء والوقود والذخائر والإمدادات الطبية المقدمة للبيشمركة في الشهر الماضي».