أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، أن «داعش» بدأ تنفيذ عقوبات جماعية في الأهالي، في مؤشّر إلى تعرّضه «للانهيار والتخبط» نتيجة خسائره في الرمادي، فيما أعلن التحالف الدولي أن معركة الموصل تتطلّب «وقتاً طويلاً» لتهيئة الظروف المناسبة. جاء ذلك في وقت تباينت المواقف والتوقعات إزاء موعد إطلاق معركة الموصل بعد استعادة الرمادي، ويتحدث مسؤولون عراقيون عن استكمال التحضيرات، في حين أكد الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وارن أمس، أن معركة الموصل تحتاج إلى «وقت طويل». وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، محمد البياتي، ل «الحياة»: «سبق أن تمّ التوقع أن تستغرق الحرب على داعش سنين طويلة، لكن تحرير تكريت والرمادي لم يستغرق شهوراً لتوافر العزيمة والإرادة، ما يعطي دفعة قوية للتعجيل في تحرير الموصل وباقي المدن»، وأضاف أن «للحديث عن الحاجة إلى وقت طويل، أبعاداً سياسية أكثر منها أمنية، لكننا نتّفق معه (وارن) في أن طبيعة القوات المشاركة ستحدّدها الحكومة، وأن خيارات رئيس الوزراء حيدر العبادي تبدو اليوم أوسع». إلى ذلك، قال وزير المال هوشيار زيباري، لوكالة «رويترز»، إن «الهجوم لاستعادة الموصل سيكون في غاية الصعوبة لكنه ممكن، ويتطلب التخطيط الجيد من كل الأطراف الرئيسية، والجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة قوات البيشمركة، وقوى سنية محلية، إضافة إلى دور قوات الحشد الشعبي، بسبب كبر مساحة المحافظة». وقد أجرى رئيس البرلمان سليم الجبوري، أمس، محادثات في أربيل مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، حول «التحضيرات لمعركة الموصل، واستثمار زخم الانتصارات الأخيرة». وعن مستوى الجاهزية لمعركة الموصل، قال البياتي: «لدينا الفرقتان 15 و16، من ضمنهما ألوية 90 و91، و71 و72، وفوج المغاوير ولواء من الفرقة الذهبية وأفواج حماية قيادة العمليات، وقد تلقت تدريبات عالية المستوى وتم تجهيزها بأفضل الأسلحة الحديثة واستكملت الاستعدادات، فقط نحتاج إلى مزيد من التنسيق بين بغداد وأربيل، لدخولها إلى قضاء مخمور حيث مقر العمليات للبدء بالخطوات التمهيدية. كما لدينا نحو 7500 من متطوعي الشرطة المحلية، ولواءان من الشرطة الاتحادية، ونحو 2000 من الحشد العشائري، ونتوقع زيادة كبيرة في أعداد المتطوعين مع بدء العمليات». ولفت إلى أن «المؤشرات تؤكد أن داعش يعاني الإرباك والتخبط والانهيار النفسي، إذ أقدم أمس (الاثنين) على ذبح ستة شبان من أصل عشرة فشلوا في الهروب من ناحية القيارة باتجاه كركوك، ثم طرد أهالي قرية الحود التابعة للناحية (جنوب الموصل)، واليوم يقيمون في العراء بتهمة الخيانة والتعاون مع الحكومة الاتحادية». وأكد مصدر كردي أمس، أن «نحو 5 آلاف مدني من سكان القرية رضخوا لأوامر الإخلاء»، وقال إن «داعش بدأ حملات تحرّ ودهم وتفتيش طاولت أحياء في مدينة الموصل لمصادرة الأسلحة». وأفاد الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى، غياث سورجي، بأن «مسؤول مكتب زعيم داعش أبو بكر البغدادي، ويدعى تحسين واثق هاشم، قُتل في غارة للتحالف على حي المالية في الجانب الأيسر من الموصل»، وذلك بالتزامن مع غارات مماثلة طاولت أمس أهدافاً للتنظيم في مناطق متفرقة من المدينة.