قال رئيس الحكومة المغربية زعيم حزب «العدالة والتنمية» عبد الإله بن كيران إن حزبه يتبنى المرجعية الإسلامية المتسمة بالاعتدال والوسطية «في مواجهة حال التخبط والغموض». وأكد بن كيران أمام أعضاء اللجنة الوطنية السبت، أن الصورة التي تقدمها التجربة السياسية لحزبه منذ خمس سنوات في قيادة حكومة ائتلافية «قائمة على المشاركة والاستقرار والسعي إلى تقدم البلاد وازدهارها». ووصف مرجعيته بأنها «ليست طائفية ولا تشتغل بآليات طائفية»، لأن الطائفية تناقض روح وجوهر الإسلام المبني على الحق والإنصاف و «عدم التواطؤ على المنكر أياً تكن أطرافه»، مؤكداً أن هذا الالتزام يشكل امتحاناً مستمراً يرتقي به الإنسان، حين يلمس الآخرون في سلوكه عمق الانتماء والصدقية «. ورفض ربط حزبه بجماعة «الإخوان المسلمين»، مؤكدا أنه «لا تربطنا بالإخوان المسلمين أي علاقة»، وأوضح أن الإخوان المسلمين «لديهم منطق آخر وأسلوب آخر، ويبدو أن التربة المغربية لا تقبل التبعية». وعرض بن كيران لاستحقاقات اشتراعية مقررة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وقال: «إنها ليست نهاية الكون»، موضحاً أنها نهاية مسار خمس سنوات في التجربة السياسية الراهنة، وبداية مسار خمس سنوات جديدة، في إشارة إلى الولاية الاشتراعية المقبلة. وبدا زعيم «العدالة والتنمية» واثقاً من احتلال حزبه الصدارة في الانتخابات الاشتراعية المقبلة. وقال: «كل المؤشرات تقول إننا سنفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة». وأردف في إشارة إلى منطق التعايش السياسي أن حزبه «ليس مهيمناً»، وأن المغرب «لا يتحمل الهيمنة»، وتوقع أن تكون النتائج في هذا الإطار. ورأى أنه «إذا كان نداء الإصلاح في المجتمع قوياً وراسخاً وعميقاً، فإن أساليب استخدام المال والترغيب والترهيب التي يمارسها الخصوم لن تنفع». ودعا مناصريه إلى التزام صدقية العمل السياسي على المستويات كافة، منبهاً إلى عدم السقوط في تنازعات الترشيحات واعتماد أخلاقيات تفسح في المجال أمام المنافسات المشروعة. وقال بن كيران إن حزبه لم يأت للانتقام مما تعرض له في الفترة من عام 2003 إلى 2011، في إشارة إلى مطالب بحله عقب تفجيرات الدار البيضاء و ضغوط مورست عليه لخفض ترشيحاته إلى الاستحقاقات الانتخابية خلال تلك الفترة. وأكد أن حزبه لم يخرج للشارع في ذروة الربيع العربي «اقتناعاً منا بأنه لا تمكن المغامرة ببلادنا وبنظامنا السياسي الملكي». إلى ذلك، قال رئيس الحكومة إنه طلب إلى وزير داخليته محمد حصاد نشر النتائج التفصيلية لانتخابات الرابع من أيلول 2015. وأوضح بنكيران أن حصاد وعد بنشرها. وتبرأ بن كيران، من «قتلة» الزعيم الاتحادي عمر بنجلون الذي اغتيل في عام 1975، وقال خلال لقاء أول من أمس في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض في الرباط، إن «روح بنجلون أزهقت ظلماً وبغير حق»، وأضاف أن الضالعين في عملية القتل «مخطئون». وشدد على أنه كان ينتسب إلى «الشبيبة الاتحادية» وقت اغتيال بنجلون، مؤكداً أن عملية الاغتيال « كان يراد بها إفساد العلاقة بين «الشبيبة الإسلامية» وبين «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، من دون أن يوضح الجهة المعنية بذلك الاتهام.