اعتبر زعيم «العدالة والتنمية» الإسلامي رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران أن «لا أدلة» بيده حالياً للقول إن حزبه سيحتل الصدارة في انتخابات البلديات المقررة في الرابع من أيلول (سبتمبر) المقبل، لكنه استطرد قائلاً إنه «في حال حدث ذلك، نستحقه عن جدارة» وإذا لم يحدث «فلا مشكلة لدينا». وعاود المسؤول الحزبي والحكومي الأول التذكير بالطابع التدريجي لحيازة حزبه مواقع متقدمة في استحقاقات سابقة، كونه يعتمد «التدرج والتراكم»، موضحاً أن حزبه «لم يتأسس ليكون عنوان مرحلة وينتهي، أو ليحقق مكاسب مادية، ولكنه جاء من أجل ترسيخ منهج الإصلاح». وشرح تصوراته بالقول: «جئنا لكي يصبح المغرب مسؤولاً، ويوصل إلى المسؤوليات أفضل رجاله ونسائه ... ويقطع مع ممارسات الماضي»، في إشارة إلى ظاهرة تزييف الانتخابات التي كانت موضع انتقاد فاعليات معارضة، عبر طبعات سابقة، يقول المسؤولون المغاربة إنها باتت من مخلفات الماضي. وانتقد بن كيران استمرار بعض الممارسات السلبية، مؤكداً أن الانتخابات «ليست ميكانيزمات الضبط والإرهاب وشراء الذمم والأصوات وتخويف المواطنين». وقال إن هناك من كان يريد أن يتخلص من حزبه «العدالة والتنمية» أو «محاولة تنحيته وإضعافه، ومنهم من طالب بحله على خلفية بعض الأحداث الإرهابية، لكنهم لم يستطيعوا لذلك سبيلاً»، معلناً أن المغرب تجاوز هذه المرحلة. وانتقد بن كيران، في غضون ذلك، ما وصفه ب «محاولات كسر التحالفات»، في إشارة إلى الائتلاف الحكومي الذي يقوده بمشاركة كل من «تجمع الأحرار» و «الحركة الشعبية» و «التقدم والاشتراكية». وشدد القول على أن حزبه «قام بالمراجعات اللازمة والضرورية وحافظ على سلامة الوطن». إلى ذلك، دعا زعيم «الاستقلال» حميد شباط إلى الإفساح في المجال أمام جماعة «العدل والإحسان» المحظورة. وقال في مؤتمر صحافي لدى تقديم برنامج حزبه إلى انتخابات البلديات: «كان على الحكومة أن تفتح حواراً مع الجماعة ومع كل المقاطعين بعد إقرار دستور 2011»، وطالب بعودة مؤسس «الشبيبة الإسلامية» عبدالكريم مطيع الذي يعيش في المنفى منذ ما يزيد على أربعة عقود على خلفية تورط التنظيم في اغتيال القيادي المعارض في الاتحاد الاشتراكي عمر بن جلون. وقال: «ليس من المعقول أن يظل مطيعاً بعيداً من وطنه وهو شيخ كبير». وفُهمت إشارته على أنها نكاية بحزب «العدالة والتنمية» إذ يُعتبر رئيس الحكومة بن كيران من بين الأعضاء السابقين في تنظيم «الشبيبة الإسلامية». كما طالب حميد شباط بمعاودة فتح ملف التيار السلفي «لأننا لا نرضى أن يكون لدينا معتقلو رأي في المغرب، بعد إقرار الدستور الجديد». لكنه دافع بقوة عن شيوخ الإسلام «الذين يدعون إلى مكارم الأخلاق». وفي تطور بارز، لفت زعيم «الاستقلال» إلى أنه سيكون على استعداد لتقديم استقالته في حال لم يحز حزبه على المرتبة الأولى في استحقاقات البلديات. ووصف بعض معرقلي التجربة السياسية بأنهم «سماسرة» ويشكلون خطراً على الديموقراطية، متهماً إياهم بالتلاعب في طرق تشكيل المكاتب المسيّرة للمجالس البلدية في المدن والأرياف.