هاجم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لتحالف الإيمان والحرية المسيحي الإنجيلي المتشدد، وسط تصفيق حاد من حاضرين وقفوا لتحيته، منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، ووصفها بأنها «ضعيفة أمام المتشددين الإسلاميين». وأظهر استطلاع جديد للرأي تقدم كلينتون بفارق 11 نقطة على ترامب. وقال ترامب: «رفض كلينتون استخدام عبارة إرهاب المتشددين الإسلاميين يجعلها غير مناسبة للرئاسة»، وتحدى أن «تغير تأييدها لتوسيع عمليات قبول اللاجئين السوريين وزيادة تمويلها، لتبني برنامجاً جديداً لتوفير وظائف ومعالجة أزمة الفقر في المدن الأميركية. لكن المرشح الجمهوري امتنع عن تكرار دعوته لمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة موقتاً، والذي جعله يواجه انتقادات حادة من الجمهوريين والديموقراطيين معاً. وقال: «لا نعرف من أين أتى اللاجئون. يجب أن نستخدم الأموال للعناية بالفقراء الأميركيين كي يستطيعوا الخروج من وضعهم الرهيب». وبعدما أثار استنكاراً شديداً لانتقاده القاضي غونزالو كورييل، المكلف النظر في دعوى رفعها طلاب ضد «جامعة ترامب» السابقة، وقوله أنه يعاني من «تضارب مصالح بسبب أصله المكسيكي»، حاول البليونير النيويوركي اعتماد لهجة أكثر تصالحية قائلاً: «الحرية من أي نوع معناها عدم إصدار أحكام على أحد بسبب عرقه أو لونه». وأضاف: «نحن الآن أمة منقسمة جداً. إذا فزت في الانتخابات سأوحد أمتنا». وفي تصرف نادر خلال أحاديثه، قلل ترامب من أهمية ثروته مشدداً على أن سعادة الأسرة «أولوية». وأعقب ذلك شن هيلاري كلينتون هجوماً على ترامب خلال حديثها أمام الفرع السياسي لمنظمة «بلاند بيرانتهود» لتنظيم الأسرة في واشنطن، وقالت: «هذا رجل وصف النساء بخنازير وكلاب وحيوانات مقززة. يصعب تخيل الاعتماد عليه في ضمان حقوقنا الأساسية». وتعهدت أن يظل الحق في الإجهاض مسألة أساسية على جدول أعمالها في حال انتخابها رئيسة، وقالت: «حين يطلق ترامب شعار لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى يقصد لنجعلها رجعية وتعود إلى حقبة كانت فيها الكرامة وتوافر الفرص تقتصر على البعض وليس الجميع». وتابعت: «يريد أن نعود إلى حقبة كان فيها الإجهاض غير شرعي، وكانت خيارات النساء والفتيات محدودة وحياتهن مهددة». وتوجهت إلى ترامب بأسلوب مباشر بدأت تعتمده: «دونالد هذه الأيام ولّت». وكان ترامب صرح في المؤتمر الإنجيلي: «نريد الحفاظ على قدسية الحياة وكرامتها»، منتقداً «سعي كلينتون لنيل تمويل فيديرالي للإجهاض حتى في مراحل متأخرة من الحمل». إلى ذلك ذكّرت كلينتون حضورها بأن ترامب دعا إلى إلغاء إجازات الأسر المدفوعة وقوانين المساواة في الأجور، وبأنه هدد بوقف تمويل منظمة «بلاند بيرانتهود»، وقد يعيّن قضاة في المحكمة العليا يريدون إلغاء حقوق الإجهاض. وشددت كلينتون أيضاً على مسيرتها الحافلة بدعم المساواة بين الجنسين منذ أن كانت سيدة أولى وسناتوراً ووزيرة للخارجية في الولاية الرئاسية الأولى للرئيس الحالي باراك أوباما. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «فوكس نيوز» أخيراً أن 64 في المئة من النساء لا يؤيدن ترامب، لكن 49 في المئة لا تعجبهن كلينتون. كما قالت نصف النساء اللواتي شملهن الاستطلاع أنهن سيصوتن لمصلحة كلينتون في مقابل 32 في المئة لمصلحة ترامب. على صعيد آخر، التقت كلينتون في منزلها بواشنطن السناتور عن ولاية ماساتشوستس، إليزابيث وارين، وهي قيادية تقدمية بارزة، في إطار سعيها لتوحيد الحزب الديموقراطي خلفها في حملتها ضد ترامب. جاء ذلك غداة إعلان وارين تأييدها لكلينتون في مسعاها للوصول للبيت الأبيض، ما يشكل تأييداً إضافياً من الجناح الليبرالي في الحزب الديموقراطي مع استعداد وزيرة الخارجية السابقة للمضي قدماً بعد معركة طويلة مع برني ساندرز للفوز بترشيح الحزب في الانتخابات التمهيدية. وتجادلت وارين مع ترامب على «تويتر». وقال ترامب: «وارين واحدة من أقل أعضاء مجلس الشيوخ إنتاجاً، وأتمنى أن تختارها كلينتون لمنصب نائب الرئيس». على صعيد آخر، قال ميت رومني، المرشح الجمهوري للرئاسة عام 2012 والذي قاد حملة لإحباط ترشيح ترامب إنه لن يفكر في ترشيح نفسه في اقتراع 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مع تأكيده أنه لن يصوت لترامب أو كلينتون.