لا توازي إثارة كأس العالم إلا قوة «أمم أوروبا»، البطولة التي تمد كل «مونديال» ب16 منتخباً، يشكلون نصف المشاركين في أكبر المحافل، على رغم أنهم يمثلون أصغر قارات العالم، كل تلك القوة والثبات منذ 1960 تجتمع اليوم (الجمعة) في مسابقة أمم أوروبا 2016 التي تحتضنها الأنيقة باريس، في انطلاقة يأمل متابعوها بأن تكون أنيقة هي الأخرى في ظل تهديدات إرهابية تلقي بجانبها الخافت على الحدث الكبير والمرتقب. كما أن الحكومة الفرنسية انتقدت حركة الاحتجاجات التي يقوم بها مواطنون فرنسيون قاموا بسد الطرق الرئيسة، وأربكوا سير التنقلات بحرقهم الإطارات ورميهم سلال القمامة على قارعة الطريق، وحذرت نقابة عمالية متشددة من أن الاضطرابات قد تجعل من الصعب على المشجعين الوصول إلى المباراة الافتتاحية للبطولة بين فرنساورومانيا اليوم (الجمعة)، بينما تسببت الاحتجاجات شمال البلاد وغربها في تكدس حركة المرور على الطرق الرئيسة لبعض الوقت. وقال وزير الرياضة الفرنسي تييري برايار: «بعض الناس لا يبالون بأن بلدهم على وشك استضافة حدث كبير يوفر فرصاً للعمل ومنافع اقتصادية ضخمة». وعلى رغم تلك الأحداث الملتهبة إلا أن حشوداً اجتمعت هناك من أجل أن يعيشوا أجمل اللحظات للبطولة التاريخية، وبانتظار تاريخ جديد قد يُكتب في أهم صفحات الذكرى مع رومانيا التي ستكون الحاجز الأول لأهل الدار، الذين يضمون في صفوفهم أهم اللاعبين على خريطة كرة القدم اليوم، مثل بول بوغبا الذي يقدر عقده ب120 مليون يورو، إضافة إلى أبرز المواهب الأوروبية، مثل المهاجمين غريزمان ومارسيال. تختلط أوراق الذكريات في هذه البطولة، فالمنتخب الفرنسي حقق أهم إنجازاته على الإطلاق على ملعب سان دوني في باريس، بفوزه بلقب كأس العالم عام 1998، وهو الملعب ذاته الذي سيستضيف مباراة الافتتاح اليوم، أيضاً تُقام المسابقة بعد أحداث مؤسفة مرت بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي كان يترأسه أسطورة كرة القدم الفرنسية ميشيل بلاتيني، وبات اليوم مخلوعاً من منصبه، وإن أراد الحضور فيتعين عليه أن يجلس إلى جانب الجماهير المحبة للمستديرة، وليس إلى جانب كبار الشخصيات. افتتحت أمس (الخميس) في باريس المنطقة المخصصة للمشجعين قرب برج إيفل الشهير، والتي تتسع ل92 ألف مشجع قبل ساعات من حفلة الدي جي الفرنسي ديفيد غيتا، عشية انطلاق نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم بمباراة فرنساورومانيا. ودخل أول الواصلين إلى حديقة شان-دي-مارس بعد اجتياز حاجزين أمنيين للتفتيش. وتقوم الشرطة بالتفتيش الإلزامي عند الحواجز الأولى: التدقيق ببطاقات الدخول (حضور الحفلة بناء على دعوات، ولكن الدخول يصبح مفتوحاً ومجانياً أثناء البطولة) وتفتيش الحقائب. وقالت الطالبة في كلية التجارة أوسيان (21 عاماً) وهي مبتسمة: «وصلت باكراً جداً للجلوس في مكان أفضل»، مضيفة: «أظهرت تذكرتي وحقيبتي وتم تفتيشي أيضاً، وبقدر ما يتوافر الأمن أكون مطمئنة».