عثرت قوات الأمن العراقية على رفات مئات الجنود الذين قضوا في ما يعرف ب»مجزرة الصقلاوية» على يد «داعش» في أيلول (سبتمبر) 2014 بعد انهيار الجيش في أمام الهجوم الكاسح الذي شنه التنظيم في حزيران (يونيو) من العام ذاته. إلى ذلك، قال السفير الأميركي في بغداد ستيورات جونز إن بلاده لا تنسق مع «الحشد الشعبي»، لافتاً إلى أن «التحالف الدولي» شن 60 غارة جوية على الفلوجة في إطار الحملة العسكرية لاستعادة المدينة من «داعش». وأعلن مسؤولون محليون وقادة في «الحشد الشعبي» العثور على رفات مئات الجنود خلال عمليات تفتيش وتمشيط في ناحية «الصقلاوية»، شمال الفلوجة، بعد يومين على تحريرها بالكامل. وقال قائد «لواء المنتظر» في «الحشد» داغر الموسوي في بيان أمس إن «فرقاً طبية وعدداً من أهالي الجنود المغدورين وصلوا اليوم (أمس) إلى موقع المجزرة للتعرف إلى بقايا العسكريين المغدورين»، وأشار إلى أن «هنالك أكثر من مقبرة، علاوة على ترك عدد من الجثث في بعض المنازل». وكان «داعش» ارتكب مجزرة بحق المئات من عناصر الجيش في الصقلاوية في أيلول 2014 عندما قطعت الإمدادات عنهم بعد حصار فرضه التنظيم على المدينة، واعتقلت الحكومة في حينها قادة عسكريين بتهم التقصير. وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» إن «حادثة الصقلاوية ارتكبت إثر انهيار الجيش بعد احتلال داعش الموصل»، وأوضح أن «القصة بدأت بعد قيام التنظيم بمحاصرة الفوج الأول التابع للفرقة الثامنة والفوج الثالث التابع للفرقة 14 ومقر لواء كامل للجيش في منطقة السجر القريبة». وأضاف أن «الحكومة فشلت في فك الحصار بسبب الفوضى التي عمت البلاد، فانقض داعش بعربات عسكرية مفخخة فجرها في الوحدات العسكرية، ثم اعتقل المئات من الجنود وأعدمهم». وبث «داعش» في حينها مقطع فيديو لعملية إعدام الجنود، وهي ثاني أكبر حادثة يتعرض لها الجيش بعد «مجزرة سبايكر» التي قتل فيها نحو 1700 جندي في تكريت، وحمل عدد من الجنود الناجين القيادة العليا للجيش المسؤولية بعد فشلها في فك الحصار المفروض عليهم. وبعد هذه المجزرة سقطت مدن الأنبار الرئيسية بيد «داعش» تباعاً، مثل عانة وراوة والقائم والرطبة وهيت والرمادي، ولكن قوات الأمن تمكنت من استعادة السيطرة على الرمادي وهيت والرطبة خلال الربع الأول من العام الحالي. إلى ذلك، تتواصل المعارك لاستعادة الفلوجة وأصبح تقدم قوات الآن بطيئاً وحذراً بعد وصولها إلى الحدود الجغرافية للمدينة، وتشير التقارير إلى أن «داعش» عمل على تحصين المدينة واستعد لمعركة طويلة. وقال السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد إن «طيران التحالف الدولي التي تقوده الولاياتالمتحدة وجه 60 ضربة إلى مواقع وتجمعات داعش في الفلوجة»، وأوضح أن «25 ضربة كانت خلال الأسبوع الماضي». وأشار إلى أن «هناك اتصالاً مباشراً مع الجيش والقوات الأمنية العراقية التي تخوض المعارك في الفلوجة، ولا تعاون مباشراً مع الحشد الشعبي»، وأضاف: «إننا نحترم مساهمات الحشد في مواجهة داعش، إلا أنه يجب أن يكون تحت سيطرة الجيش». ولفت إلى أن بلاده ستسلم العراق أربع طائرات نوع (F16) خلال تموز (يوليو) المقبل، وأكد أن عقد الطائرات سيكتمل خلال العام 2018 بمجموع 36 طائرة. من جهته، رفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «التعدي على سكان الفلوجة، وأكد أن في المدينة من «قاوم الإرهاب». وكانت قوى سياسية وهيئات معنية بحقوق الإنسان أكدت وقوع عمليات قتل واعتقالات عشوائية ارتكبها عناصر في «الحشد الشعبي» ضد النازحين وقال عدد من السكان أنهم اعتقلوا لأيام داخل غرفة واحدة للتحقيق وتم ضربهم بشدة.