تعهد العاهل الأردني عبدالله الثاني ب «التعامل بكل حزم وقوة ضد من يسعى للعبث بأمن الأردن»، مشيداً بسرعة إلقاء القبض على منفذي الهجوم الذي استهدف مكتب دائرة المخابرات العامة في البقعة، شمال عمان، الإثنين، وأدى الى مقتل خمسة من عناصر المخابرات، فيما حظرت السلطات الأردنية نشر أي أخبار متعلقة بالهجوم. وشدد عبد الله الثاني على أن «الوحدة الوطنية هي سلاح الأردنيين في مواجهة أي مخططات تستهدف استقرار البلاد أو تماسكها»، مضيفاً «لن تهزنا أي أعمال إرهابية غادرة يقف وراءها جبناء لا يعترف بهم دين، وهويتهم القتل والإجرام والخراب» وفق بيان رسمي. وتمكنت الأجهزة الأمنية الأردنية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من إلقاء القبض على اثنين يعتقد بأنهما نفذا الهجوم على مكتب دائرة المخابرات في منطقة لواء عين الباشا، التي تضم مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين. وبمساندة من سكان منطقة سليحي في محافظة البلقاء (20 كلم شمال العاصمة عمان) اعتقلت الأجهزة الأمنية مساء الإثنين مطلق الرصاص محمد علي المشارفة ( 22 عاماً) الذي كان يصلي صلاة العشاء في مسجد في المنطقة. وبعدها بساعات قليلة، تم إلقاء القبض في منطقة اخرى على شقيقه الذي أقله بسيارته إلى مقر مكتب المخابرات لتنفيذ عمليته. وأبلغت مصادر أمنية «الحياة» أن «المنفذ كان موقوفاً لدى دائرة المخابرات العامة قبل أسبوع بتهمة مراسلة تنظيم داعش الإرهابي، وهو صاحب سوابق، وله 3 ملفات إرهابية»، مضيفة أنه «سجن في 2012 بتهمة تجنيد بعض سكان مخيم البقعة للجهاد لصالح جيش الإسلام» المتعاطف مع «القاعدة». كما تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على شقيق المنفذ الذي كان مختبئاً في مقبرة بلدة المصطبة، إحدى قرى محافظة جرش (30 كلم شمال عمان)، حيث اشتبه بعض السكان بوجوده في مقبرة البلدة، وعندما حاولوا الاقتراب منه أطلق باتجاههم عيارات نارية، إلى أن حضرت الأجهزة الأمنية واعتقلته. وأعلن رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي أن إطلاق النار على مكتب المخابرات في البقعة «حادث فردي»، في الوقت الذي استمرت مراسم تشييع جنازات الضحايا ال5 بمراسم عسكرية ببلداتهم حتى مساء الإثنين.