أثارت فرقة «بينك مارتيني» الأميركية المؤلفة من 12 موسيقياً من بورتلاند (أوريغون)، حماسة آلاف اللبنانيين والسياح الأجانب في قصر بيت الدين ليل السبت الأحد. فغنوا ورقصوا حتى منتصف الليل على أنغام منتقاة من ثقافات مختلفة تختلط فيها أساليب وأنماط موسيقية عدّة، تبدأ بالجاز ولا تنتهي عند الكلاسيك والموسيقى البرازيلية واللاتينية والتركية والإيطالية والريترو واللاونج. وهذا الدمج المدروس بين الثقافات يميّز الفرقة التي أسّسها عازف البيانو والمؤلف الموسيقي والموزّع الأميركي توماس لودردال وزميلته في جامعة هارفارد المغنية شاينا فوربز عام 1994. وخلال 3 سنوات استطاعت الفرقة أن تلفت انتباه جمهور عريض في أنحاء العالم، خصوصاً أن شاينا فوربز صاحبة الصوت الملائكي تغني باللاتينية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والتركية عدا عن الانكليزية. وقد فاجأت جمهورها العربي هذه المرّة من على خشبة القصر التاريخي في بيت الدين، بأغنية بالعربية لعبد الحليم حافط بعنوان «بكرا وبعدو» التي أعاد توماس توزيعها لتكون أقرب الى البوسا نوفا. فطار المستمعون من الفرح وردّدوا كلمات الأغنية التي لحّنها منير مراد وكتب كلماتها فتحي مورة. وقد زادت الآلات الإيقاعية المستخدمة في التوزيع من رونق الأغنية العربية، ومن رونق الأغاني اللاتينية والتركية أيضاً. شاينا التي يذكّر صوتها بالديفا نينا سيمون خصوصاً عندما تغني بالفرنسية بلكنة إنكليزية، والحائزة على جائزة جوناثان ليفي في التمثيل، أسرت بصوتها وحضورها وأدائها جمهوراً انتظرها طويلاً ويحفظ أغنياتها عن ظهر قلب. ولم تخذله تلك السمراء الطويلة ففجرت مع الفرقة طاقاته لتأدية 21 أغنية من ألبومات الفرقة الأربعة، باللغات السبع والتي تطاول حياتنا اليومية بكل جوانبها. تمحورت الأغاني حول المستقبل مع «Que sera sera» وعن الحب مع «ليلي» و «بانبينو» و «Una notte a Napoli»، و «يو جي»، «أنا»، وعن النسيان والعمل مع «لا أريد العمل ... أريد فقط النسيان»، وعن الوقت مع «بكرا وبعدو»، و «الوقت الضائع»، وعن الفرح والرقص مع «كانشي إي دانسي» بالبرتغالية، وعن اللمس مع «توكا توكا». وعلى رغم أن هذا النوع من الموسيقى العالمية يستهوي الشباب والعاملين في قطاع الاقتصاد والمال، إلا أن الجمهور كان متنوعاً وعدد كبار السنّ كاد يعادل عدد الشباب والمراهقين والمخضرمين. فالفرقة التي ليس في رصيدها سوى أربعة ألبومات هي «سامباتيك» (1997)، و «التقط الطماطم الصغيرة» (Hang on the little tomato) (2004)، و «هاي أوجين» (2007)، و «رونق في العشب» (Splendor in the grass) (2009)، استطاعت أن تجذب حوالى 3000 شخص لم يهدأوا لدى الحفلة حتى عادت شاينا الى الخشبة وغنّت «يولاندا» و «بانبينو».