قتل ثمانية جنود يمنيين على الأقل في هجوم جديد يحمل بصمات تنظيم «القاعدة» استهدف نقطة عسكرية في وادي حضرموت (شرق)، وذلك بعد يومين من الهجوم على مقر المنطقة العسكرية الرابعة في عدن والذي أعلن التنظيم تبنيه استمراراً لخطته التي تستهدف تدمير غرف العمليات المشتركة للطائرات الأميركية من دون طيار. وقالت مصادر عسكرية ل «الحياة» إن «مسلحين يرجح أنهم من تنظيم القاعدة هاجموا بعد ظهر أمس نقطة للجيش تتبع اللواء 37 مدرع في منطقة هينن التابعة لمديرية القطن وسط وادي حضرموت مستخدمين أسلحتهم الرشاشة وقذائف «آر بي جي» ما أدى إلى قتل ثمانية جنود على الأقل بينهم قائد النقطة». وأضافت المصادر: «إن الهجوم جاء في شكل مباغت على غرار الهجوم الذي كان استهدف آخر كانون الثاني (يناير) نقطة لقوات الأمن بالقرب من مدينة شبام وأدى إلى مقتل 18 جندياً وهو ما يثير المخاوف من عدم استفادة الأجهزة الأمنية لاتقاء هذه الهجمات التي باتت تحمل نمطاً معيناً». وكان مسلحون يعتقد بأنهم من «القاعدة» أقدموا قبل نحو أسبوعين على قتل 20 جندياً من قوات الأمن في منطقة الريدة الشرقية في حضرموت نفسها في إحدى النقاط أثناء نومهم، من دون أن تتمكن السلطات من كشف ملابسات الهجوم. وأحصت «الحياة» منذ مطلع العام الحالي قتل 103 جنود وضباط في 27 هجوماً متنوعاً يعتقد لتنظيم «القاعدة»، إضافة إلى سقوط حوالى 67 جريحاً ما يرشحها لتكون واحدة من أكثر السنوات قسوة على مؤسسة الجيش والأمن في اليمن إذا لم تغير السلطات من خططها الوقائية ضد هذه الهجمات. وكانت وزارة الداخلية أصدرت تعليماتها في وقت سابق لرفع درجة الحيطة والجاهزية في صفوف عناصرها تحسباً لهجمات مباغتة، وأعلنت في بيان: «إن شروط المواجهة مع الإرهاب يجب أن تتغير من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم». وفيما ينشط التنظيم بدرجة أساس في مناطق جنوب وشرق اليمن، رأى مراقبون أن تصاعد هجماته أخيراً مؤشر خطير على تراخي قبضة الدولة وعدم قدرتها على تجفيف الحواضن القبلية والسياسية التي توفر غطاء لتحركاته وأنشطته.